وهذه أنا ، ما زلت أتابع المسير نحوك ، على حد شفرة الزمن ،حزني بلا انقطاع ، رغم بعد المسافة بيننا ، رغم الحواجز رغم دياجي الليالي الحالكة .
وأنا ما زلت السفينة وأنت البحار تقودني كما تشاء ، وأنت ما زلت القرصان وأنا السبية ، تأتمر بأوامرك خاضعة مطيعة .
ما زلت اللقاح داخل صدري يفجر سطح الأرض لتنبع منه أشجار سرو عالية ، وهبات الرياح في سمائك العالية، تلعب بأغصانها ذات اليمين وذات الشمال .
ما زلت إلى اليوم تتلاطمني أمواجك ، تلقي بي إلى الأعماق .
لكن لم القلق ، ولم أخاف ؟
أمن الأفضل أن أبلغ الشاطئ أم أن أتيه معك وأضل الطريق ؟
الطريق أمامك أنت واسع ، مفتوح ،
مررت بي على هذا الطريق وتوقفت عندي مدة وأنا أتأرجح بين السمات والدموع .
وتركني بعد ذلك ، وأنا أتفرس في ملامحك وأتشمم رائحة لقاحك المعطر بشذى السرو الغامض وبنسيم عنيد كان يغازلني وهو يهب علي من بين أغصانه المتوجعة .
ولا أعلم إلى الآن أكان ذلك حلما أم حقيقة ؟
لن أزعج اشتعال السرو على صدري ، سأتركه إزاء قلبي والليل ، يناجي بعضهما البعض ولن أنقل لك حديثهما عقابا لك وانتقاما .