ذات مرة ، قلت لك إنني شيء ناقص ، مازال له بقية هنا أوهناك، وإنني أتلهف على بقيتي ، وظننت أنها تحوم حولي ، وأحوم حولها ، وإنها تريدني وتتوق إلي كما أريدها وأتوق إليها ،وإنني وبقيتي سنظل في بحث مستمر كلانا عن الآخر إلى أن نلتقي ونصبح شيئا واحدا متكاملا .
ونظرت إلي ، فخيل إلي أنك بقيتي ،
لكنني إلى اليوم ، ما زلت وحيدة ، حتى نخاع العظم .
اليوم ، ما زلت ممزقة ، وحيدة ، ملقاة على فراشي والسماء أراها من مكاني ، وراء نافذة الغرفة ، بعيدة .. بعيدة .. والوصول إليها مستحيل.
ارتسمت في عيني نظرات عميقة ، لا قرار لها ، نظرات غمرها الحزن والأسى تشبه نظرات اليتامى ،
نظرت في المرآة إلى نظراتي ، استبدلتها على الفور ،
شعرت بغصة ، رقدت الغصة في حلقي ،
انتصبت في عيني نظرات أخرى ، متحدية ، قوية ، أعرف أنك تكرهها .
أحسست بنوع من القناعة والرضا ، من الراحة التي يشعر بها الإنسان عندما يتمم انتقامه .
قررت بكبرياء أنني لن أضعف أبدا مهما رميتني برصاص نظراتك ، مهما صفعتني بكلماتك ..