دخل الزمن مقهى القرن.طلب قهوة سريعة.وقطعة كيك مرصعة بالدقائق الحلوة..كما جلب له النادل قارورة ماء من الزمن الماضي.
أشعل أيام الحاضرين..وراح ينفث ساعاتها الواحدة تلو الأخرى.انزعج الحاضرون..واصفرت وجوههم..واشتعل شعرهم شيبا...ضحك الزمن ملء فمه..وأشعل هذه المرة أعوام أهل المدينة..تعال التكبير من المساجد..غادر الزمن المقهى مسرعا..ليشيع من سقطوا من غصونه إلى عالمهم الجديد و الأخير..وعاد ينفث دخان الايام والأعوام..فإذا المدينة خالية إلا من بعض أطفال يلعبون..غير دارين أنهم سيكونون نكهة غليونه في أي لحظة او ساعة...يصرخو ن ويتهامسون في صخب..والزمن لا يتوقف عن التهام كل الرقاب..ويعرض أمامه تشكيلة من الذكريات.صور.ضحكات.همسات.أحلام تحققت وأخرى لم وتحقق.. عطور. ظلال أرواح..وجمع من الباكين يتصفحون الذكريات بين ابتسامات وٱهات ودموع ساخنة..والزمن يزداد عنفوانا كلما أغتسل بالعبرات.ونفث من سيجارته أعمار البشر.