كم احتاج إلى هدوء وسكينة أخرصين في صخب هذه المدينة التي لا يكحل النوم لها جفونا...محيرة مجنونة بسياراتها، وساكنيها..يتعاطون الضجيج والصخب كالخبز أو القهوة أو فنجان شاي...تستيقظ الفوضى معهم منذ ميلاد فجر جديد..بين صر اخ..وعراك..وقهقهات فاجرة..ومزاح سمج..ازيز ووسائل النقل..والمنبهات الصوتية التي تصم الآذان وكأنها خنجر حاد يخترق الأثنين ليصل إلى الوريد...أهرب من الضوضاء..أغلق كل النوافذ والشرفات والأبواب..أبحث عن الهدوء لأحضنه وأنام نومة طفولية عذبة لم أحظ بمثلها منذ ثلاثين سنة ..منذ حللت بهذه المدينة التي لا يهدأ له قر ار... عبثا أحاول أن أنام فإذا بعراك تحت نافذتي...ينتهي العراك فيحين موعد لقاء القطط الساب
ئبة في مجمع الفضلات في الرصيف المقابل لشرفتي... فالعن اليوم الذي حللت به إلى هذا المكان الصاخب...وأسرع في العد على أصابعي..شهور قليلة وأرتاح من الوظيفة والمدينة..سوف لن أعود إليها مرة ثانية.