حسنا سأضع لمستي الأخيرة على قصتنا مثلما نصحتني في أول مرة تكلمنا ، كانت تعلو الدهشة وجهي وربما الحب
لطالما أحببتك سرا دون أن يعرف أحد ولكن بعض من حبي كان يتسرب لمن حولي مشاعري تجاهك دون قصد
حين أصطحب رواياتك معي بكل مكان
وأنا أعد فنجان قهوتي و أستمع إلى حديثك بالبرامج
رعشة من فرح تتملك جسدي حين ينطقون اسمك
أجدني أسترسل بالحديث عن أبطال قصصك
و أشرح كيف تأملت كلماتك.
لم أصدق عندما بدأت أكتب أنا الأخرى قصة قصيرة عن فتاة أحبت أستاذها بالجامعة جاءتني الفكرة على طبق من ذهب
حين رأيت صديقتي هائمة بأحد الأستاذة بالكلية
وضعت مشاعري أنا الأخرى في هذه القصة
كتبت القصة دون أسماء
و انغمست في كلمات الحب، و تمنيت لو أنك تقرأها
ثم أتت الفرصة بعد وقت من كتابتي لها ، تعرفت على زميلة تعمل بمجلة معروفة و عرضت عليها قصتي فطلبت مني أن تنشرها ، يا إلهي سأشاركك شيئا تحبه وربما بعد وقت أصبح مثلك كاتبة مشهورة ..
هاتفتني زميلتي بعد شهر من نشرها للقصة وأخبرتني عن ندوة لك ، لم تكمل كلامها ، صحتُ فرحة ، على الفور سأجهز نفسي من الآن.
اشتريت ملابس جديدة وعطر مميز ونمت وأنا يغمرني الدفء
وفي عمق نومي حلمت بك وأنت تضمني نحوك بشدة وأوراق كثيرة تتناثر حولنا
ذهبت إلى الندوة ونشوة الحلم معي ونسخة من المجلة
لم يقع نظرك علي أبدا، كنت مشغولا بكل شيء حولك سواي
حتى شعرت بالخجل من ذاتي ، أريد أن أبكي الآن.
شدتني زميلتي من ذراعي بقوة واقتربت منك وأنت تتكلم مع أحد الرجال في حديث جانبي بعد انتهاء الندوة
وعندما انتهيت من الحوار معه ، عرفتني بك
كم نحن سعداء بك وبرواياتك وهناك فتاة صاعدة تكتب في بدايتها تريد نصيحتك نحو قصتها الأولى وشدتني أمامك وبيدي المجلة ،حينها تفحصتني سريعا ثم تكلمت ببطء شديد كأنني للوهلة تعلمت الكلام
أخذت المجلة من يدي وكنت قد كتبت لك هذا الإهداء فوق قصتي
"حين يأتي الظلام تصبح كلماتك الضوء"
"لقد قرأت جميع رواياتك وشاهدت كل الأفلام المأخوذة
عنها وهذه أول ما خطت يدي ربما يعجبك أسلوبي أو لا
رحلت عن القاعة سريعا وأخذت قلبي معك
مرت أشهر عدة حتى أنني أيقنت بأنك لم تقرأ ما كتبت
وذات ليلة هاتفتني صديقتي بالمجلة
فقد توطدت علاقتنا بشكل جيد حتى أنني أصبحت أرسل لها كل ما أكتب
قالت أنك تريد رقم هاتفي
سألتها لماذا
أقسمت أنها لا تعرف
كنت أشعر بالغضب نحوك ولكن حبك بداخلي أقوى من ذلك
بعد ساعة رن الهاتف برقم جديد ، أيقنت سريعا بأنه رقمك
مساء الخير
مرحبا
كنتُ أبحث في مكتبتي الكبيرة عن كتب لم أقرأها بعد فوقعت مجلة على الأرض
فتحتها فتذكرت أنني لم أقرأ قصتك بعد
راح قلبي يدق حتى خشيت أن تسمعه
وهل قرأتها؟!
نعم ولكن ما أدهشني الإهداء كيف تصبح كلماتي ضوءا لكِ
لأنني ببساطة أقرأ لك ليلا حين ينام الجميع
حسنا سأقول لك ما أريده نحو قصتك
ضعي لمستك الأخيرة
كيف
كنت وددت لو أنها تصبح نهاية مغلقة على السعادة
تركتي النهاية للقارىء يتخيلها
لأننا لا ندرك كل ما نريده
بعد أول مكالمة منك ، أصبحت لا تنام إلا بعدما تهاتقني
نتحدث عن الكتابة ونستعرض سويا ماذا كتبنا اليوم
ربما القدر من جمعنا
يوم زفافنا عانقتني
ووضعت كفي على كتفك ونحن نرقص بهدوء أمام الجميع
لأضع لمستي الأخيرة






































