ماذا لو جفّ الحبر، وسكت القلم، وبقي الورق ينتظر؟
هل تنتهي الكتابة؟
أم أن هناك نوعًا آخر من الحروف… تولد من الفراغ؟
تأملتُ في لحظات العجز…
حين تكون ممتلئًا بما لا يُقال،
وتنظر إلى القلم كأنه سيف بلا نصل،
وإلى الورق كأرضٍ لا تنبت شيئًا.
وهناك، في أشد اللحظات خواءً،
ولِد حرفٌ…
لا من مدادٍ، ولا من ألوان، بل من الصمت الموجع.
هذا هو الحرف الذي يُكتَب من فراغ،
حين لا تجد ما تكتبه، لكنك تكتب رغمًا عن ذلك،
كأنك تحفر في صخرة لتُثبت فقط أنك ما زلت حيًّا.
هكذا تُولد أعظم النصوص — لا من وفرة، بل من عجز.
من قلمٍ يائس، من عقلٍ فارغ، من قلبٍ أرهقته المحاولة،
ثم فجأة… تخرج جملة، كأنها نفسٌ نجا من الغرق.
الفراغ ليس عدو القلم دائمًا،
بل أحيانًا هو الشرط الأول للصدق.
فالذين كتبوا كثيرًا عن لا شيء،
كانوا أضعف من أولئك الذين كتبوا قليلًا… لكن عن كل شيء.
لا تخف من لحظاتك الفارغة،
فقد يكون فيها الحرف الذي سيملأك مجددًا.