أسررت لصديق يوماً أن
_قد أحببت
رد ضاحكاً: تمزحين؟
فأجبتُ: لا وأنا من الجادينْ
قال: أو تملكين قلباً؟ أنت فقط تفكرين،
تكيدين وتتلاعبين،
فقلتُ له: الحب ليس لعبةً تُدار،
ولا للأفكارَ عليه سلطان،
ولا مشاعر تُوزَن بالرياء،
بل نارٌ تحترق فداءً للصدق،
ووجدانٌ يتعمق في العطاء.فأجاب ساخرًا: من أمهر من كاتب في إغواء العقل بالكلمات، وتقديم كأس الوعد الحالم بعوالم أبدية،
ومشاعر ملائكية،
يبدو لي أنك تنسين أني كاتب مثلُك،
وأجيد غزل حروف العشق والغراميات.فقلتُ له: إن غزلَ المشاعرِ ليس حكراً لأحد،
ومن صاغها بصدقٍ عبّر بقلبٍ مُخلص،
فكلانا ننسج الكلمات على منوالٍ متفرد،
لكن أثرها يختلف بين القلوب المُحبة والصماء،
فهي ليست فقط مهارةٌ بل أمانةٌ تُرسم على صفحات الوجدان.وأضفتُ بهدوءٍ:
إن الكلماتَ قد تكون رقصاً على أوتار الأحاسيس،
ولكنّ صدقَ الحبّ ينبض من عمقِ القلب،
حيث لا تغوي الكلماتُ، بل تُترجم بمعانٍ أعمق،
وتأتي لتصنع حبّاً حقيقياً لا يُنسى.صمت قليلاً وأضاف:
أنت تخوضين حربًا سلمتِ كل أسلحتك فيها واستسلمتِ قبل بدئها؛
أنتِ كمن يغوص في بحر يعلم جيدًا أن كل ما فيه خطر وغامض،
فإما ضياع في أعماقه أو عودة بروح خاوية غريقة...
لم أعد أعرفك يا صديقة!





































