أعلم تراني ظالمة سوداء القلب سيئة الروح، فكيف تعلن حبيبة عن بُغضها مَن تعشقه؟! أتعلم؟ نعم أنا كذلك ولا يفرق معي رأيك في شيء؛ فكثيرًا ما اتهمتني بما يسوء وكنت أصمت لأجلك، لكن الآن لا خاطر لك عندي، وبمقدار حبي أكرهك الآن، بل أنتظر انتقام الله منكَ أو مني إذا كنت أنا الظالمة كما تدَّعي، الله يغفر ولكنني لا أفعل؛ لهذا أدعو عليكَ وسأدعو بحق قهرة قلبي منكَ، سأخشع في صلاتي وأدعو في ركوعي عليكَ أن تنال مقدار المثل لما فعلته بي، أن يُحرق قلبك وتشعر بما أغرقتني وسطه لضعفي أمامك، سأدعو وأدعو حتى يتحقق رجائي من الله.
من أخبرك بخوفي مواجهتك يوم القيامة؟ يا هذا، عن عمدٍ لم ولن أسامحك؛ لأنني أنتظر قضاء الله وعدله في ظالم يرتدي يخفي داخله قلب جدي.. أنتَ مجرد وقح انتهى من الأولى وانتقل إلى لعبته التالية؛ لأنه يظن الهوى بسهولة نسمة تمر عابرة، أو كشعرة يخرجها من العجين، لعب بنا مظنة أننا مثله لاهيات، فظلم وتجبر ناسيًا أن الله موجود، آمنت بك قدرًا ورأيتني لعبة، فدفعت ثمن إثم إيماني المعيب..
كنتُ طفلة وكنتَ أنت متعطشًا للحب فقتلتني، إن للوقاحة عنوانًا هو تفضيلك وتعليتك لنفسك ثم نفسك ثم ليغرق غيرك في أتون الجحيم، معكَ بوابات الجحيم سبعٌ، أولاها: نظرة عشق، وسابعها: حبيب نذل مثلك غدار وخائن، يتركك في خضم بحر من الصمت، ويالعمري للصمت ضجيجه داخل الروح يفسدها، فهي مليئة بأسئلة مثل: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ تذبحك كل يوم وكل ليلة على فراشك من دون أمل في راحة بال أو جواب صحيح.
كنت أقاوم غضبي وردود فعلي لخياناتك وأنا معكَ، استهانتك بمشاعري والتصرف كيفما تشاء من دون مراعاتي، كثيرًا ما تغاضيت عن أفعالك وناديت عليكَ: أحتاج إليكَ، أريدك بجانبي. حتى في فترات الخصام، كانت روحي تناديك: كما أنا؛ لم أتغير، ما زلت أحبك وعلى الرغم من عتابي باقية على عهدي..
أحتاج إلى حضنك وإن كان خيالًا، أريد حبك وضمة تنسيني نفسي وكل ما حولي إلا وجودي بين ذراعيك، لكنك بخلت عليَّ حتى بالخيال، حاولت أن أستفسر منك: كيف لم تعد تشعر بكل ما في؟! لكنك كنت أصمَّ، تغضُّ الطرف عني لتعيث حبًّا بين الفتيات.
الآن فقط أدركت أنني من كانت تحب، لكن أنت توهمت الحب بكل بساطة وجذبتني معك لوهمك ليصير كابوسًا يلتهم كل طاقتي، عشقتك بكل كياني وأنتَ ظننت أنني حبك الوحيد لأني أول من دخل قلبك، كنت الأولى ولكن يالبؤسي لم أكن الأخيرة؛ لذا وبكل أنانية ذهبت إلى حال سبيلك تبحث عن الحب الأخير.
* * *