آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة انجي مطاوع
  5. لست تعلم الآن

تتسلل أشعة الشمس الدافئة بخجل عبر نوافذ الكنيسة العالية، تُلقي ظلالاً ذهبية على المقاعد الخشبية بعد انتهاء القداس. امتلأت الأجواء برائحة البخور المتراقص على صوت دق الأجراس، وكأنهما يعزفان سيمفونية هادئة تُريح النفوس.

 

على أحد المقاعد الخشبية تجلس ميار امرأة في أوائل الثلاثينيات، تضغط أصابعها على مسبحة صغيرة وكأنما تستنطقها بلا جدوى، بدت شاحبة، وعيناها تعكسان ليالي طويلة من القلق والبكاء. بعد تردد طويل، جمعت شجاعتها وتقدمت بخطوات متثاقلة نحو الأنبا باڤلي، الجالس بهدوء قرب المذبح، يستمع لبعض المصلين.

 

ابتسم لمرأها بلطف وأشار لها بالجلوس. نظرت إليه بحزن عميق، تنهدت قبل الحديث بصوت متقطع:

"سيدنا... أشعر أن الله يعاقبني. حياتي أصبحت فوضى. عملي الذي كنت أعتبره مستقرًا توقف فجأة، أصدقائي الذين كنت أظنهم سندًا لي اختفوا بلا سبب، وحتى زواجي الذي كنت أحلم به لأعوام أُلغي. كل شيء أنقلب ضدي."

 

نظر الأنبا باڤلي إليها بحنان، صمت للحظة مانحاً إياها وقتًا لتُخرج كل ما في قلبها. بكت فقال بهدوء:

"ابنتي، تخيلي معي مشهدًا بسيطًا. لو أن أمًّا رأت طفلتها تقترب من نار مشتعلة، ماذا ستفعل؟"

 

بحيرة أجابته:

"ستمنعها بالطبع، حتى لو اضطرت لإبعادها بالقوة."

 

ابتسم مومأ برأسه معقباً:

"بالضبط. ستمسك الأم بيد طفلتها بقوة، قد تشعر الطفلة بالألم أو الظلم، فهي لا تدرك أن أمها تُبعدها عن خطر أكبر. هكذا يفعل الله معنا. أحيانًا يأخذ منا أشياء نتمسك بها ونظنها الخير لنا، لكنه يعلم أنها قد تؤذينا أو تبعدنا عن الطريق الذي أعده لنا."

 

صمت للحظة، ثم أكمل بنبرة أكثر عمقًا:

"لكن يا ابنتي، الله ليس نداً ليتعامل معنا بمفاهيمنا المحدودة. الله أكبر وأرحم، رحمته واسعة وعفوه مطلق، حتى للمسيء. لا يتصيد الأخطاء ليعاقبنا كما نظن أحيانًا. ليس قاضيًا صارمًا يُحصي زلاتنا، بل هو الخالق المحبّ، يسعى لإنقاذنا حتى عندما لا ندرك ذلك."

 

لحظتها إنتبهت إلى أشعة الشمس شعرت بها تُضيء قلبها المظلم شيئًا فشيئًا.

 

قالت بتردد، وعيناها تلمعان بحيرة:

"لكن يا سيدنا، لماذا أشعر أن كل ما أحاول فعله ينهار؟ أن كل خطوة أخطوها للأمام تأخذني خطوة للخلف؟"

 

ابتسم ناظراً إليها بعينين تحملان طمأنينة عميقة مفسراً:

"لأنك، يا ابنتي، تنظرين بعين الإنسان المحدودة. نحن غالبًا نحكم على ما يحدث الآن من خلال ألم اللحظة، لكن الله يرى الصورة كاملة. كل باب يُغلق، وكل حلم يتأجل، وكل شخص يرحل، هو جزء من خطة أكبر. الله لا يُنهي شيئًا إلا ليبدأ شيئًا أفضل، الله يزيل من طريقكِ ما قد يؤذيكِ أو يعطلكِ عن الخير الذي يخبئه لكِ، حتى لو بدا ذلك الآن مؤلمًا أو غير مفهوم، تذكري كلماته:

لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ.

 

ربما تشعرين الآن بأنك ضائعة، لكنني أؤكد لكِ أن هذا الطريق الذي يبدو مليئًا بالفوضى سينتهي بفرح وسلام أعظم مما تتخيلين. الله يعمل دائمًا لأجلك، حتى في اللحظات التي تظنين فيها أنه غائب.

 

بكت المرأة بصمت، لكن هذه المرة ليس من الحزن، بل من الطمأنينة، وكأن عبئًا كبيرًا قد بدأ يتلاشى عن كتفيها، رفعت رأسها ونظرت إلى النوافذ التي تُظهر السماء الصافية وأشعة الشمس الدافئة منعكسة على الزجاج الملون، ترسم ضوءًا وطريقًا جديدًا في قلبها.

 

وقفت بهدوء مودعة الأنبا باڤلي بابتسامة صغيرة، وهمست لنفسها وهي تخرج:

"الله لا يعاقبني... الله ينقذني. سأنتظر وأثق."

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350553
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205170
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190275
4الكاتبمدونة زينب حمدي176687
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138495
6الكاتبمدونة مني امين118847
7الكاتبمدونة سمير حماد 112694
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103892
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101261
10الكاتبمدونة مني العقدة98588

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع