اجتمع نسوة في المدينة يتسامرن في ليلة مقمرة.. يحتسين منقوع التمر العذب.. وجرى بينهن الحوار الآتي:

-هل سمعتن بما جرى..؟

-خيرا ..

-أي خير..بل شرا

فلانة.. التي تُظهر أنها قديسة..

ضبطوها مع صاحب لها في بعض أزقة المدينة يردفها على بغلة له.. في غفلة من زوجها وأهلها.. بعد أن نال وطره منها..

حملقت العيون وغصت الحناجر ..

ـ غير معقول.. ماذا تقولين؟!

ـ بل معقول.. أنتن مغفلات ..

ساذجات..تصدقن مظاهر القداسة والالتزام والطاعة..لم يكن ذينك الدل والدلال إلا أمارة التمرد والخطيئة.. وقناعًا تخفي من وراءه الحقيقة ..لكن الله فضحها بين العشيرة..

خيمت الدهشة على الوجوه الواجمة..ثم بددت الصمت إحداهن:

ـ لكنها فلانة.. زوجة فلان.. ابنة فلان..

ـ يا لك من مغفلة.. ألم تقرئي القرآن وتري بأم عينيك خيانة أعظم من هذه لنساء نبيي الله لوط ونوح عليهما السلام؟ ...

أطرقن جميعهن ودارت الأقداح من جديد.. وتفرق الجمع وولين الدبر وتركن مائدة يلوذ بها اللئام والجهلة يغمسون خبزهم بمرق الوهم والكذب والتسرع بين متربص وجاهل ولئيم ..

وهناك في وسط المدينة.. بيت يتراءى لأهل السماء كما يتراءى القمر لأهل الأرض.. سأل زوج المتهمة زوجته الأخرى (ضرتها) :

-ماذا علمت أو رأيت؟

تغص الكلمات كالشوك في حلقومها

- أنزه سمعي وبصري.. والله ما علمت إلا خيرا..

طرف القصة الأصلي (الطرف الثاني) :

المتهمة..: الصديقة عائشة بنت الصديق سيدنا أبو بكر .. رضي الله عنهما.. حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

لكل قصة طرفين..فهل سمعتم جميع الأطراف..

دمتم بكل ود ..