كانت يومًا فتاة تمشي وفي قلبها ارتجافة،
تخاف أن يُسْمَع صوتها، أن يُرى ضعفها،
تغلف مشاعرها بكلمات غير مكتملة،
وتخفي في عينيها حزنًا يشبه البحر عند الغروب… هادئٌ من بعيد،
لكنه عميق، عميق جدًا.
لم تكن تعرف وقتها كيف تُدافع عن نفسها،
كيف تقول: "لا" دون أن ترتجف،
أو "أنا هكذا… فافهمني أو دعني."
كانت تُرضي، وتُجامل، وتضع على ملامحها قناعًا شاحبًا،
اسمه: "تمام... أنا بخير."
لكن شيئًا ما تغيّر.
ربما حين تعبت،
أو حين ضاقت بها الحياة بما يكفي لتقرر ألا تكون إلا نفسها.
بدأت تنسج من تعبها جلدًا جديدًا،
ومن خوفها جناحين،
ومن انكساراتها مرآة ترى فيها من تكون.
لم تعد كما كانت.
لم تعد تخاف أن تُرى.
ولم تعد تحتاج لتفسير نفسها لأي أحد.
هي الآن تُشبه نفسها فقط،
تُشبه نساءً يعرفن أن السلام أعظم من الصخب،
وأن الصمت أحيانًا أكثر بلاغة من كل الكلام.
هي لا تحلم بالكمال،
ولا تسعى لتكون امرأة خارقة…
يكفيها أن تستيقظ كل صباح دون ضجيج في صدرها،
أن تمشي في الشاطبي أو في أي شارع تُحبه
وترى انعكاس الشمس على وجه البحر كأنها تقول لها:
"ها أنتِ كما أنتِ… وهذا وحده يكفي."
( هذه رحلتى هذه انا ... )
تمت





































