يعتقد جميع من أقابلهم أنني قوية، طيبة، شهمة ورؤوفة،

لكني أعتقد أنني مكسورة..!

كُسرت بدلًا من المرة ألف مرة..

لم يجبرني أحد،

ولم أستطع وحدي إقامة عظامي وروحي المنكسرة،

جميع كسوري وصدوعي تم رأبها على تشوه ما..

مثل الكلاب بشوارعنا التي يصدمها أحدهم بسيارته المسرعة ثم يمضي في طريقه دون عناء الالتفات لتلك الروح الضالة،

فتظل وحدها تئن بألمها حتى تموت، أو يلتئم كسرها بندبة مشوهة..

فتراها أنت تعرج مثلًا، ولا تعلم شيئًا عما حدث لها..

أما أنا فصدمت روحي سيارات ضخمة وحافلات عملاقة في طريق الحياة السريع،

لكنّي لم أمت، بل كُسرت مثل تلك الكلاب..

لذلك تجدني عند جميع المنكسرين، المجانين، الخائفين، العاجزين، الفقراء، غريبي الأطوار الذين أرى بعيونهم الألم ومعاناة الرفض..

أُقدم لهم القبول الذي وددته يومًا،

وأشد على كفوفهم بقوة لتثبت أرجلهم بالأرض، وتسري في أجسادهم القوة الكافية ليكملوا ولو خطوة دون شعور العار والإثم في هذا المجتمع المريض.

أبغض النسخ المتكررة من البشر الذين يفضلون اتباع ميول وهوايات وشغف من سبقوهم وأثبتت نجاحها،

الذين ينتهزون الفرص ويسحقون الأرواح والأجياد والأجساد في طريقهم ليصلوا.. 

الذين يحفظون عن ظهر قلب أن القسوة قوة، 

والقوة جبروت،

والجبروت عظمة،

وتلك العظمة تكسر عظام وأرواح أمثالي!