اعتراف صغير...
منذ نعومة أظافري وأنا أحمل بداخلي أمًا للجميع، كبير كان أو صغير.. أشعر أن سعادتهم مسؤوليتي الشخصية، وأن أجنبهم المشاعر السيئة ولو بالتضحية بمشاعري واجب وفرض على روحي..
إلا أن دائمًا الأطفال الرضع بتفاصيلهم.. دفئهم.. رائحتهم.. أصابعهم.. كفوفهم.. أرجلهم.. عيونهم.. أفواههم الصغيرة المبتلة دائمًا وأصواتهم يذيبونني، يحبسون أنفاسي ويجعلون قلبي يرتج، يعيدون تكويني ويضخون بجميع جسدي شعورًا عارمًا بالأمومة بمجرد النظر إليهم ولمسهم، شعورًا ملحًا بالحاجة إلى ضمهم إلى صدري بقوة وممارسة الرضاعة والحنان الممزوج بالطعام والنظر إلى أعينهم وتلاحق أنفاسهم خلالها.. شعورًا مؤلمًا وشهيًا في نفس الوقت...
أشعر حينما أحمل طفلًا بين يدي بتقلص رحمي حاجة لاحتضانه وحمايته داخلي بشكل عفوي ودائم..
جميع من يعرفونني يعرفون تلك الدموع اللا إرادية التي تقبع بطرف عيني عندما أحملهم، وأنني أدس أنفي بثنيات رقبتهم لأمتلئ برائحتهم الطاهرة الزكية، تقبيلي لأرجلهم، وضع إصبعي بكفهم الدقيق لأنال ذلك التمسك المضمون منهم.. وأيضًا، لدي قدرة فريدة على إسكاتهم في نوبات بكائهم وتهدئتهم لينامون بين ذراعي باستسلام..
أشعر حينها أنني أحمل قطعًا طازجة من الجنة يمنحونني صك غفران لدنسي وسيئاتي بالكامل لأسبح معهم بطهرهم، لأتأملهم بالساعات المتتالية دون كلل أو ملل..
إن عشقي الحقيقي، وحاجتي الملحة الدائمة، وانهزامي اللذيذ بيد هؤلاء المفاعيص المبهرين دائمًا وأبدًا..