أدفع نفسي دفعًا لأحب نفسي..
لأن ألمس جلدي فلا أتعجب ملمسه..
أن أرى ملامحي فأتعرف عليها من الوهلة الأولى..
أنظر لعيني وأنا أعرف لونها وحجمها مسبقًا، لا أن أعيد اكتشافها في كل مرة..
أتأمل حروفي فأصفق لنفسي بإعجاب، لا أن أتعجب بريبة من أين أتت تلك الكلمات العميقة..!
أكره كل صوري، ولا أحب التصوير، لكنني أقوم به كفرض عين حتى أعتاده وأتقبله رغمًا عني، كأثر رجعي لحرمان طويل منه كاختيار متاح حتى، أرفض شكل ابتسامتي وصوت ضحكتي.. أخاف منهما، نالتني صفعة قوية بقارعة الطريق بسببها ذات مرة لم أتجاوز أثرها حتى الآن، صفعة جعلتني أتساءل في كل مرة أضحك بها "لماذا.!" لكنني أقوم بها رغمًا عن خوفي وأقاوم ذلك الضغط المؤلم بأعصاب وجهي حينما أجعلها تتسع، وأتذوق دموع ضحكاتي لأشعر بها، وأتأكد أنني ضحكت دون نيل صفعة، دون الحاجة للنظر في المرآة..
يقولون "حب نفسك أولًا لتستطيع أن تقدم الحب للجميع.." لكنني تلقائيًا أرفض ذلك.!
أجل أحب نفسي، فقط لأنني صمدت في كل وقت كان يجب فيه أن أتفتت فيه وأنتهي، لكنني أحب الجميع أكثر، وأُيسر لهم فرص أن يحبوا أنفسهم بالطريقة التي كنت أتمنى أن أحب بها نفسي، وينتابني الرضا عندما ينجو أحدهم من فخ سقطت أنا به..
أستطيع أن أساعد الجميع في تقبل نفسه، وأن أقدم لهم الحب والطمأنينة والثقة..
لكن الحياة يومًا لم تتقبلني كما أنا، ولم تهديني ما يقيم تصدعات روحي كما أستحق...
أشعر وكأنني أخر بداخل جلدي،
أنا لا أعرفني..!