لماذا تنعتني بالغريبة وتضحك لثرثرتي ووضوحي وكل من عرفني ينعتني بالغموض!
ثم ما الغرابة في أن أستيقظ مبكرا قبل أن تشرق عيناك، أصلي الفجر وادعو ربي لي ولك، ثم أناديك لتفتح عينيك، وهنا،،، تشرق الأرض بنور ربها.
معك أعود طفلة لاهية خجول تتقافز حولك بالكلمات، تنسى كل ما تعلمته لعقود، وكل ما لقنته لها الأيام من دروس، تنسى الحذر وهي المريضة به، تتقدم خطوة للأمام كلما تقدمت أنت، وهي التي لم تخط يوما نحو رجل، تراهم غيلانا لا أمان لهم، فتؤثر السلامة،
لكنها معك تروض الوحش بداخلك، تستأنس غرابتك، تمتطي ظهر مزاجك العصبي، تمتص غضبك المبرر وحزنك القديم بابتسامة لها فعل المسكن، وتربت على وجهك الطيب، فتهدأ،
تراك بعيني قلبها طفلا تائها عن الحضن منذ أزمنة غابرة،
تعترف لك بكل ما يجول بخاطرها وهي التي عرفت بصمتها المطبق وغموضها الملغز، تحب الحياة وتخشى الموت تهتم بتفاصيلها الأنثوية، وهي التي لطالما زهدت شبابها وجمالها،
تلك التي يراها الناس مثقفة راقية، معك،،،تخطىء في التهجي، ، تفعل كما يفعل درويش حين قال:
تكتبها (صباح الخير) وأقرؤها.......(أحبك)
سلسلة نثرية بعنوان (الرسائل)
بقلم:
دينا عاصم
دينا سعيد عاصم