كنا صغارًا فخدعونا بقولهم يجب أن تغطي قدميك لأن هناك من يسرق أصابعك إذا أخرجتها من تحت الغطاء ..
وأن هناك (شمامة) تدخل من النافذة (ولو مغلقة) لتشم رائحة فمي وقدمي ..
كنت أسهر طوال الليل في بعض الأيام لأرى من ذا الذي يجرؤ على قضم أصابعي وسرقتها ؟
وأين هي تلك (الشمامة) التي تتحرى رائحة فمي وقدمي؟
حتى أنني تخيلتها مثل ثمرة (الشمام) صفراء بيضاوية فاقع لونها تشم النائمين .
أبدا لم يكن هناك كائنات تتغذى على اصابع القدمين او تفرغ نفسها ليلا لتشم أقدام النائمين أو افواههم
لكنني تعلمت أن هناك من يقضم أحلامنا ويسرق بهجتنا ... من يتحرى رائحة آلامنا ليُظهر التعاطف والمحبة الكاذبة وأفراحنا ليشارك في إفسادها
من يمتلئ وجهه بالدماء إلى حد الزرقة إن هو رآك تتخطى الآلام أو تستهين بالأزمات أو تمرر المطبات بهدوء.
هناك من وقع في هوة عميقة لا يستطيع أن يخرج منها ولا أن يبقى فيها وحيدًا.
فتجده يقضم مواقفك النبيلة وحكاياتك المبهجة ويشم نسيم الرضا يفوح من فمك ليملأ قلبك بالخوف والعجز وترقب المجهول .