كَيْفَ أُوصِلُ لِذَاكَ الجُلمُودِ كَلِمَاتِي؟
أَلَمْ يَعِ بُمعَانَاتِي؟
أَلَمْ يَسْمَعْ بِأَنَّاتِي؟
كَيْفَ مَا شَهِدَ حِوَارَ وَجْدَانِي وَحَدِيثَ الدَّمْعِ بِوَجْنَاتِي؟
وَبِأَنِّي أَصْبَحْتُ مِثْلَهُ غَرِيبَةً عَنِّي فِي ذَاتِي، لَا أَعْرِفُ اتِّجَاهَاتِي؟
هُوَ مَنْ يَقُولُ عَنْ نَفْسِهِ أَنِّي لَعْنَةٌ أَصَابَتِ الْجَمِيعَ، فَكَانَ مَصِيرُ جَمِيعِ مَنْ يُحِبُّهُمْ إِمَّا الْمَوْتُ أَوِ الْجُنُونُ أَوْ مَرَضٌ نَفْسِيٌّ حَدَّ الْانْتِحَارِ، وَجَعَلَ كُلَّ ذَلِكَ عَلَى عَاتِقِهِ!
ذَلِكَ الضَّائِعُ بِاللَّا شَيْءِ قَدْ خَافَ عَلَيَّ مِنْ مَصِيرِي إِنْ بَقِيتُ مَعَهُ،
قَالَ لِي يَوْمًا أَنَّنِي رَائِعَةٌ بِحَقٍّ،
أَنَّنِي مِثْلُهُ وَلِأَنِّي مِثْلُهُ أَسْتَحِقُّ حُبًّا.
وَقَالَ عَنْ نَفْسِهِ: "أَحْيَانًا أَظُنُّ نَفْسِي أَنِّي صَرْخَةٌ نُسِيَتْ دَاخِلَ حُنْجَرَةِ الزَّمَنِ".
كَانَ يَشْعُرُ أَنَّ كُلَّ الطُّرُقِ تُؤَدِّي إِلَى اللَّاحَيثِ، إِلَى لَا أَحَدٍ، فَكَتَبَ "حَتَّى أَنَا كُلَّمَا وَصَلْتُ إِلَيَّ لَا أَجِدُنِي".
عَرَفَ يَوْمًا أَنَّ الْوَعْيَ لَعْنَةٌ، وَالْلَّا وِعْيِ كَمِينٌ،
كَانَ كُلَّمَا حَاوَلَ الْفَهْمَ غَرِقَ أَكْثَرَ
كَانَ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ فَائِضٌ…
زِيَادَةٌ فِي عَدَدِ سُكَّانِ الْعَبَثِ،
لَا رِسَالَةَ، لَا هَدَفَ، لَا حَتَّى فَشَلٌ يُلِيقُ بِهِ.
كُلُّ شَيْءٍ يَمُرُّ…
وَهُوَ لَا يَمُرُّ مَعَ شَيْءٍ،
كَانَ مَيْتًا عَلَى مَهَلٍ كَمَا قَالَ.