قِيل لي اليوم:
إنّ الطريق ليس سهلاً،
وأنّ الحياة لا تُمهّد دربها لأحد.
فيها مطبّات كثيرة،
كلّ منها يحمل درسه بطريقته الخاصة.
توقّفتُ عند الكلمة… مطب؟
وسكتَ الصدى في رأسي لحظةً، كأنّ الأرض تسألني:
هل تعرفين ما يعني أن تتعثّري؟
ثم جاءني الجواب من صوتٍ يشبه حكمةً ضاعت في العمر:
الإنسان لا يتعب حين يسقط،
بل حين لا يفهم لماذا سقط.
كل وجعٍ نحمله، ليس عقابًا،
بل تذكيرًا بأننا ما زلنا نحيا.
الفراق – أيًا كان شكله – أصعب أنواع العذاب، لكنه ليس موتًا.
هو فقط ارتباكٌ في ترتيب النبض.
كسيارةٍ تتوقف على أول عثرة،
تظن أن المحرك انتهى،
ولا تدري أن السرّ في اليد التي تمسك بالمقود، لا في الطريق نفسه.
نفسك هي المحرك،
وعقلك هو الاتجاه،
وطريقتك في التفكير هي الطريق.
إن أغلقتِ عقلك بالسؤال: لماذا؟
انهار ما فيك قبل أن يُصلحك القدر.
فـ «لماذا» سؤالٌ يهدم الصبر،
ويُنسيك أن لله حكمةً لا تُرى بالعين، بل تُفهم بالقلب.
الحمد لله…
كلمة صغيرة، لكنها تُعيد توازن الكون داخلك.
هي الإجابة التي تسكت كل الأسئلة،
وهي الدواء الذي لا يحتاج شرحًا.
قيل لي أيضًا:
الذي يملك الإرادة، يملك الدرب.
وأنّ المؤمن لا يملك وقتًا للبؤس، ولا يُرهقه الانتظار،
ولا يضيع بين الفصول،
لأنه يعرف أن الله لا يُلقي في القلب فكرةً إلا ليفتح لها باب الوصول.
الله لا يُلقي فكرةً في قلبك عبثًا،
بل وعدًا بالوصول…
ولو طال الطريق.
لذلك، لم تعد النهاية تخيفني،
ولا أهاب التوقف عند المطبّات،
فقد فهمت أخيرًا أن الوصول لا يحتاج طريقًا ممهدًا،
بل إرادة وقلبًا يعرف أن يقول:
الحمد لله… وسأصل، لأنني أريد.
ـ بيان هدية.






































