عيونها قصص تُبكى لا تروى،
كلُّ أثَرٍ أحمَر جُرح مِن إنسانٍ مَرّ..
كلُّ رمشٍ ينطق عن دموعٍ مَلكومة..
بكلِّ تجعيدة في وجهها صرخات مكتومة..
كلِّ شيبة في شعرِ رأسها صدمة من حياة الأسى..
إِنسانة عِبارة عن حَفنة مواقف..
و بئر خيبات..
و أنهار دموع..
و صندوق جُروح..
إنَّها هي دونَ غيرها من العظيمات الذّليلات بقيت تُجاهِد معَ أولادِ ضَلالٍ ما عرفَت معهم معنى الصّبر، و تعلّقت بهم عمّن سواهم كلَّ التّعلّق حتّى أذاقها اللّه و تجرّعَت مرارةَ التّعلّقِ بهجرهم و إهمالهم لها حتّى ضاعَ عقلها و تمزّق قلبها و تبعثرت أحشاءها واحترقت روحها لأجلِ أُناسٍ ولدَتهم من بطنِ الغِلِّ و الانتِقَام، فترَىٰ ابتسامتها الأسَـىٰ، وَ دلالتها الذُّلّ، و أفكارها الحزن، و كلماتها القهر.
سبعينيّة متوغّلة فِي أحشاءِ الحِقد..!
سبعينيّة فِي عُمُرِ الجَهل..!
سبعينيّة فِي حُطامِ الأمَل..!
سبعينيّة حسبُها نوَال الهَمِّ..!
جدَّتي الّتي ما عرَفتْ مَعنىٰ الحَياة..!