آخر الموثقات

  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أحمد زكريا
  5. عظة الموت وبشرى الميلاد

بكاء وعويل يملأ أركان الغرفة يستيقظ من منامه...متسائلا ماذا حدث ....؟؟ ردت بنبرات مذبوحة ..جدى مات ...مات جدى ,,,لا حول ولا قوة إلا بالله ...الله يرحمه ..طب هتعملى إيه دلوقتى ....هسافر طبعا ...هسافر معاك طبعا....وبدأا يحزمان أمتعة السفر ,,ثم توجها إلى محطة القطار ..وفى الطريق ...كان سكب الدموع من عينيها هو حديث القطار ...وفى القطار تذكرت ذلك الجد الذى عاشت سنوات طفولتها العذبة فى بيته الرحب ...تذكرت اللعب و الهدايا وحلوى العيد ومفاجآت العطايا والمنن من سخاء الأجداد ...كان دائم الحنو والعطف عليها وعلى إخوتها ولم تكن هى إلا نتاج زواج إبنه الوحيد من أهل ذوى حسب ودين من إحدى القرى المحافظة فى جنوب الدلتا ...تسترجع الذكريات الجميلة التى مرت كشريط سينيمائي هو حسب الإنسان الحى من الذكرى وحسب الإنسان الميت من لحظات الحياة بعد الموت ...أخذ يربت على كتفيها بحنان ولطف محتضنا يديها بكلتا يديه ..نظرت بحزن إليه وعيناها مغرورقتان بالدموع ...معلش يا حبيبتى إرتاح من هم الدنيا الله يرحمه ..الحمد لله على ما أخذ وما أعطى ...لحظات قليلة ويعلن القطار وصوله إلى المحطة الأخيرة ..يصلان إلى المنزل الذى تزوجا فيه ورزقا فيه بأول مولود ..وكانا ملاصقين لجديها فى السكن ..وما أن رأت أباها حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه ..وأجهشا بالبكاء فلقد كان رقيق النفس لا يمسك عبرة ...البقاء لله يا حاج محمد ...فى حياتك الباقية يا بنى ..يجلس بين أصحاب العزاء كأحد أفراد العائلة ...لم يطل الوقت حتى سمع غمغمة ولغط ...فيه إيه يا حاج ؟ إنتى عارف يا بنى إن أنا وحيد وماليش إخوات وعايزين حد يغسل الميت ...تيجى معانا يابنى ...
كانت مفاجأة كبيرة من العيار الثقيل ..عقدت لسانه ...فلم يحر جوابا ...كأن قطار الصعيد السريع يصرخ فيه وهو واقف على قضيبى القطار مذهولا مدهوشا ...مرت اللحظات
كأنها ساعات طوال ...فما كان منه إلا أن أومأ بالموافقة مضطرا..طرق الباب ودخل ...وكان المشهد فى الداخل مهيبا ..ذو جلال ...أربعة رجال يقفون صامتون ....جاء أحدهم بحقيبة الغسل التى لم يرها من قبل ...ووضعها بالقرب منه ...ثم اتكأ بكلتا يديه على منضدة من الصاج ذات مسرب للمياه صنعت بديلا لخشبة الغسل ...ثم بدأ بالوعظ قائلا: إن هذا الأمر هو أمانة عظيمة فمن رأى أنه ليس بقدر الأمانة ولا يستطيع كتمان السر وفضح المستور فلا يحضر معنا الغسل ...فمن رأى منكم شيئا أثناء غسل الميت فلابد من كتمانه ...فهذه أمانة وجب حفظها ,ثم دعا للميت ...وباشر العمل ...لحظات وكان الجثمان المسجى بغطاء من القماش الأبيض الرقيق ..قد نزع عنه الغطاء وإذا بصفرة الموت المهيبة تخلع القلب من الرعب فى حشاياه ..وهو يرى جسدا لا حياة فيه ..فاحتملوه على المنضدة ,,وبدأوا الغسل على سنة المصطفى .وكانت عيناه محدقتان فى عينى الميت
وهو ينظر إليهما تارة وإلى الجسد الملقى على المنضدة مثل قطعة اللحم أو كأنه فروج يتم غسله للشى فى التنور ..لا إرادة ولا إعتراض من الجثمان التى هجرته الروح ..إلى بارئها ..يقلب ذات اليمين وذات الشمال ..يدخل الماء من فيه ويخرج الغائط من إسته ...فكانت عظة الموت أبلغ العظات ..فتذكر قول أحد الصالحين عن قمة التسليم لله( كن بين يدى الله كالمغَسَل بين يدى المُغسِل ) لا إرادة بل تسليم تام بالقضاء المقدر فها هى حكمة الموت تتجلى فيمن كان يفعل مايريد الله وما لا يريده فصار بعد الموت لا يتحكم فى جسمه ولا يكون إلا ما أمر الله على هذا الجسد من أفعال الناس فيه وأمره عليه بما يريد المولى لا ما يريده الميت ..

أتموا غسل الجد الكبير الميت عن الثمانين من العمر ...ثم لفوه بالكفن ....وأصعدوه على خشبة حدباء ليحمل إلى المسجد ليصلى عليه أهله وأقرباؤه ....إنتهى بهم المطاف إلى مقابر البساتين القديمة ....كان القبر فاغرا فاه المظلم
كوحش عظيم ليأكل لحوم الموتى ويدفنها فى قعر معدته التى لا تشبع ...وما أن وضع الجثمان فى القبر وانهال التراب عليه من كل حدب وصوب حتى علا النحيب والعويل ..فلقد علمت النفوس أن هذا المدفون لن يرى بعد الآن ..وانتهى مرآه فى الزمن الحى لعوام الناس وخاصتهم وقضى نحبه فى التراب ولن تأتى معجزة لتستنقذه من بين ملكى الحساب
وصار الواعظ مخاطبا فى الناس عقولهم ومخاطبا فى القلوب الضمائر لحظات قليلة وكان الركب متجها خارج المقابر ..وفى الطريق كان هاتفه الجوال يصدر الرنين معلنا هوية المتصل ,,آلو ..السلم عليكم ..مش معقول ...ألف مبروك ...يا حبيبتى عقبال متخاويه ...أنا جاى على طول ..كان المتصل أخته تخبره بأنها أنجبت طفلها الأول ..فى اللحظة التى خرج منها من المقابر ...كانت حكمة الموت وعظته مازالت عالقة فى قلبه ...فإذا بحكمة الميلاد ...وبشره تحنو على فؤاده ...وفى المستشفى ...يحمل طفلها الصغير فى حنان ولطف ..يقبل جبين الصغير ..فى ابتسامة لا تخلو من العجب ..لقد كان يداه منذ ساعة تغسل ميتا وها هى الآن تحمل مولودا ..كانت تغسل ميتا ذاهبا إلى قبره ووارت التراب عليه وهاهى تحمل مولودا قادما للحياة ..فسبحان من بيده ملكوت كل شئ ..أعجزت حكمته الناس في يوم بل فى ساعة بل فى لحظة ..عقول الناس ومنطقهم ليعلمهم أن عظة ألم الموت وحكمته مقرونة بحكمة وجمال وبشرى الميلاد ...ما أعظمك يا إلهى وما أقدرك وما أعجزنى أنا العبد الفقير وما أحوجنى لحكمتك وأعجز عقلى عن فهمها

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334129
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190284
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181668
4الكاتبمدونة زينب حمدي169840
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131019
6الكاتبمدونة مني امين116818
7الكاتبمدونة سمير حماد 107926
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98031
9الكاتبمدونة مني العقدة95123
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91929

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1092 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع