تكلموا
ما احلى الكلام ما ألزمه وما اعظمه
فى البدء كانت كلمة الرب الاله
خلقت حياة والخلق منها اتعلموا
فإتكلموا .. اتكلموا
الكلمة ايد الكلمة رجل الكلمة باب
الكلمة نجمة كهربية فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب
الجن يا احباب ما يقدر يهدمه
فإتكلموا ..
اتكلموا ..
اتكلموا..
كلمات الفنان الكبير "صلاح جاهين" و صوت النيل العظيم " محمد منير"
كلمات أتذكرها كل مرة أغلق فيها سماعة التليفون مُبتسمة بعد حديث مع شخصية أحبها ....
بعد محادثة كنت أحتاجها .... كلام كنت فى حاجة أن اقوله ....
فضفضة كنت أحتاج اليها حتى تعود لى راحة بالى .... تعود لى أبتسامتى ...
:)
حاجتنا للكلام ... الفضفضة ....
موضوع ليس بالهين إطلاقا .... موضوع له أبعادة الكثيرة و تشعباته التى من الممكن أن تصل بنا الى أقصى سعادة أو الى أقصى الحزن ...... و لكنها لا تقلل من أهمية الكلام و كونه نعمة كبيرة أعطاها لنا الله....
الدكتور النفسانى لا يفعل أى شئ سوى أنه يجعلنا نتكلم .... أصدقائنا نشعر فعلا بصداقتهم عندما نتكلم معهم و يسمعونا .... أحينا حتى نحتاج فقط أن نتكلم دون حتى أن يردوا علينا ... فقط أن يدعونا نتكلم و نتكلم و نعبر عما بداخلنا فهو مريح ...
نعمة الكلام ... التى أعطاها لنا الله ... هى نعمة كبيرة .....
فالله جعلنا نحن أولاد أدم و حواء قادرين أن نحكى و نعبر بالكلام عن ما بداخلنا ...
فإذا تأملنا قليلا فى باقى المخلوقات ، نرى أنها تعبر عما بداخلها و عن إحتياجاتها بأفعال أو أصوات تبدو غامضة و غير مفهومة و تحمل معانى كثيرة ....
الأطفال لانفهمهم لأنهم لا يتكلمون .... و نتمنى فى كثير من الأحيان لو يعبروا بشكل أكبر عن إحتياجاتهم ، و سبب بكائهم ...
الله خلق لنا لسان و لغة لكى نتكلم و لكنى نعبر بدقة عما يدور بداخلنا و ليس فقط أن نترك أفعالنا "الغامضة فى بعض الأحيان للأخرين" تعبر عن إحتياجاتنا ....
أو نترك إكتشاف حقيقة ما بداخلنا لذكاء الأخر ... أو لقدرته على "تفسير" ما نريد أن نقوله .... بدون أن نقوله .... :)
كم من مرة نحكم على مواقف أو أشخاص بدون أن نتكلم معهم ، و يكون حكمنا أو تفهمنا للموضوع خاطئ ؟؟؟
كم من مرة محادثة طويلة تعبر عما بداخلنا فعلا ، تحل أكبر المشاكل ... و تقلب المشكلة من سبب لفساد العلاقة الى سبب لتوطيد العلاقة...
كم من مرة بعد أن نتكلم مع أحد الأشخاص المقربين نشعر بسعادة ... ؟؟؟
إذا نعمة الكلام فعلا نعمة كبيرة و غالبا لا نستخدمها .... فبالرغم من علمنا أن الكلام له متعه خاصة و له سعادة من نوع خاص ... نرفض أن نتكلم و أن نفصح عما بداخلنا .....
لا أنكر أن الكلام يعنى المجازفة .... يعنى أن أجازف بقطعة من ":نفسى" من "كيانى" لأشركها مع "أخر" و ربما لا "يقدر" هذا "الأخر" أن يتفهم عمق و "قدسيه" و " قيمة" ما أشاركه به .... فهى قطعة من نفسى ....
ربما لن يفهمنى .... و ربما لن أرتاح .... و لكن إذا جازفت و شعرت بسعادة من يتكلم و "يُفهم" ..
من يتكلم و يشعر أنه ليس وحيد ...
فسأختبر سعادة لا يضاهيها سعادة أخرى .....
و سأعلم أنه مع كل كلمه .... أنمو أكثر .... و أفهم نفسى أكثر .....
و يفهمنى الأخر أكثر ...
ربما سأشعر بسعادة لن أقدر أن أشعر بها مجددا ....
فالكلمة نجمة كهربية فى الضباب
الكلمة كوبرى صلب فوق بحر العباب
الجن يا احباب ما يقدر يهدمه
فإتكلموا ..
اتكلموا ..
اتكلموا..