الحياة صعبة ، بل الحياة أصبحت صعبة جدا
صعبة عندما تكون أنت الوحيد الذى لا تزال ترى المشاكل التى على مستوى أكبر من مشاكلك الفردية
و تحمل هم تلك المشاكل و تريد ان تصنع لها حل ...
كان لى أحد أصدقائى اللبنانين ، قال لى أن من مبادئه فى الحياه ، وهو مبدأ يتفق معه بعض الأشخاص .. ان كل مشكله هى مشكلته و لا يقول أبدا ، و أنا مالى...
و هكذا تولدت عندى قناعة أن مبادئى صحيحة ،و ما تربيت عليه من عدم أنانية أو عدم إعتبار مصلحتى الشخصية فقط فوق كل إعتبار ،هو مبدأ صحيح و سامى ، حيث يوجد كثيرون من من يفكرون مثلى ..
إذا أنا لست وحيدة ....
مرت الأيام و بعد تخرجى مباشره من الجامعة ( حيث كانت الحياه وردية ، و لم تلطخها بعد ، مشاكل الواقع و الحياة وسط المجتمع الكبير...)
سمعت من أحد أصدقائى الأكبر منى الذين كانوا يدافعون عن قضايا عامة ، أنه قرر عدم الإهتمام بهذه القضايا ، و أنه فى وقتنا هذا المهم هو ان تحمل هم نفسك فقط ... فلا تحمل هموم فوق همومك ، و خاصة هموم عامة ، لأنك لن تصل لشى ...
و ساعتها أحسست انه فقط متأثر ببعض المشاكل و أن الحياه "مسوده شوية " فى عينيه هذه الأيام ...
الا أن جاء هذا اليوم ، و بعد مرور أكثر من 5 سنوات على هذا الحديث ....
فلقد أكتشفت اليوم ، ان قليلون من لايزالوا يحملوا هم الدائرة الأوسع من دائرتهم الشخصية ...
قليلون و نادرون جدا ... من لا يزالوا يفكون فى مصلحة "مجموعة" معينة ... بصفة عامه و ليست مصلحتهم الشخصية ...
و كثيرون جدا من قرروا الإهتمام بما يخصهم فقط ، و ما يحميهم فقط ، و ما يبعد عنهم المسائلة فقط...
كثيرون من "باعوا القضية العامة" و أصبح الشعار ..... "و أنا مالى..." .... "مش مشكلتى" " مش أنا اللى عملتها"
"طول ما أنا بعيد ، يبقى خلاص"
كثيبرون من باعوا القضية .... و أصبحوا "بائعين"
و قليلون من لا يزالوا متمسكين بالقضية....
اليوم تعبت من "القضية"
و تذكرت من نصحونى من قلوا بان أتولى هموم نفسى فقط ، و لا أحمل هم الأخرين...
اليوم شاهدت من حولى المرتاحين و الرايقيين.... من لا يفكرا غير فى نفسهم ... و فى ذلك هم مطمئنين ، سالمين ، هادئين
اليوم أُرهقت .... اليوم حملت هم ليس همى ، هم المفروض أنه همنا جميعا ..... و لكنى كنت وحدى من أشعر به...
لم أشعر سوى أنى وحدى الذى أرى مشكلة عامة .... المشكلة لا تخصنى ، و لكنها تخص المجموعة ، تخص الإدارة ، تخص العمل ، تخص الوطن ... و رأيتنى الوحيدة التى تهتم ، و ربما ليست الوحيدة التى تراها .....
و لكنى سمعت الكثير من " و أنا مالى"
الكثير من "مش مشكلتى"
اليوم أعدت حساباتى ، و حسابات "القضية"
أبيع أم لا أبيع؟؟؟؟