رواية جميلة لمحمود عثمان تقرأ مستقبل المصريين
أدعوكم لقراءتها.
بها العديد من المواضيع التى تدعوا للتفكير و منها هذا الموضوع
فكارثة الإنسان منذ بدء الخليقة ، هى أن العقل يعمل فيما لا يفيد، و يتسبب فى الشعور الدائم بالوحدة و الإحساس بالذنب.
ماذا تعنى منذ بدء الخليقة؟
أدم كان فى الجنة...لديه كل شئ، حتى بدأ عقله يصور له لأنه وحيد و يحتاج إلى من يؤنس وحدته ليخرج من إكتئابه . تصور، يكتئب و هو فى الجنة! خلق الله له حواء من ضلعه، أى أن ما تصور أنه يحتاجه كان موجودا أصلا بداخله طوال الوقت، و عقله منعه من الألتفات إليه و إدراكه. ثم بدأ عقله المتمرد يعمل فى إتجاه معرفة و إكتشاف ما لا فائدة أو نفع منه، طعم التفاحة. و عمدا حقق مرادة و أرغمه عقله على المعصية، و فعل ما لا فائدة منه، بدأ يشعر بالذنب والندم.
انت تنسى ان القدرة على إكتساب المعرفة ، هى التى ميذت أدم عن باقى المخلوقات، " و علم أدم الأسماء"
أنا أعترف بهذا و أحترم العقل و لكن كأداه و ليس كمحرك للبشرية، لم تبتلى الأنسانية أبدا من مقولة " انا أفكر ، إذا أنا موجود"
و ماذا تقترح كبديل لهذه المقولة.
" أنا أدرك أنى أحيا الأن ، إذا أنا موجود"
و لكن ما الفرق؟؟ فالعقل هو الذى يدرك الأشياء.
هذا غير صحيح، العقل غير قادر على الإدراك.
ماذا تعنى؟؟
أعنى ان العقل بمفرده ، يعجز عن إدراك الحقبقة ، فطريقة عمله كأداه لا تسمح له بهذا.
لا أفهم ماذا تعنى بالظبط، أى حقبقة؟؟
حقيقة ان الشئ الوحيد الحقيقى الذى يجب أن ندركه ، هو أننا نعيش هذه اللحظة فقط و لا نملك سواها حقيقة يجب أن نرتكز عليها.... أتريد ان نقوم بتجربة ليكون كلامى واضحا .
فى دهشة بالغة:
تفضل.
أغلق عينيك جيدا. نعم هكذا. حاول أن تفكر الأن و قل لى فى هذه اللحظة الأن ما هى أول فكرة تطرأ على ذهنك.
كان غريب يشدد بقوه على كلمة ( الأن ) فى كل مرة يلفظها.
أغلقت عينى و حاولت عبثا التفكير فى أى شئ فلم تواتنى أى أفكار لبضع دقائق. ثم فتحت عينى و قد نفذ صبرى، قائلا فى تبرم:
يعجز عقلى عن إيجاد أى أفكار الأن.
هذا هو بالظبط ما أقصده . عقلك كأداه يعجز عن العمل فى الحاضر، الحقيقة الوحيدة الذى نلمسها. المخ، فيسولوجيا، لا يستطيع العمل سوى فى تحليل الماضى أو التخطيط للمستقبل. و كلاهما وهميان غير حققيين. الماضى هو روئيتك المنقوصة لما حدث و هو إما يدفعك عند تزكره الى اإحساس للحنين بشئ أصبح ليس له وجود، أو يشعرك بالذنب من شئ إقتفته تعجز عن تغييره. اما المستقبل فهو وهمى لا تستطيع التحكم به أو حتى التنبأ به. إذا عقلك هو أخر أداه تستطيع ان تستعين بها لتدرك الحقيقة و تحيا.
و ماذا تقترح إذا؟؟ ما البديل؟؟
البديل أن يدرك الكيان الذى اوجده الله بداخلك أنك لا تملك سوى هذا اللحظة لتحياها. و أن تدرك أن هذا الكيان ذو النفحة الألهية هو مرشدك الوحيد فى كيفية ان تحيا و تستمتع بكل لحظة من لحظات حياتك الحقيقية. إذا تخلصت من سيطره العقل و سمحت لنفسك بان تصل الى مرحلة إدراك الحقيقة الألهية بداخلك، ستحيا كل لحظة م حياتك فى سلام و سعادة. ستستعمل عقلك دوما كاداه فى تحليل الماضى و التخطيط للمستقبل عندما تحتاج الى ذلك و لكن هذا لن يمنعك من الإستمتاع بكل لحظة تحياها يقودك فيها الشئ الوحيد الحقيى الخير بداخلك. لن تؤثر فيك النتائج أبدا و ستشعر دوما أن الله بجانبك يرشدك للسعادة الحقيقية و الطريق الذى تسلكه.
رواية ثورة 2053 – البداية
محمود عثمان
و أنا مع الكاتب فى أن العقل بمفرده ، يعجز عن إدراك الحقيقة
:)