بعد قرائتى لتأملات "محمد" الجنائزية
https://www.mabdelwahab.com/blog/reflections-a-funeral
.... تسائلت هل هى الصدفة ....
فانا أيضا تأملت تأملات جنائزية قريبا ، و لكنى لم اكن أريد أن أفصح عنها ،
الا أن رؤية تأملاته أرجعت تأملاتى ثانية ...
ففى صباح أخر يوم فى عام 2009، حيث كانت الخطط و الفرحة و "الإستعدادات المطبخية باللمة العائلية " و الأحلام المستقبليه بالسنة الجديدة تفائليه ...
إذ بخبر وفاه أحد كبار السن من أقربائى....
و إذ بالترتيبات و الخطط و الأفراح و قد تحولت الى العكس تماما ... صلاه الجنازة ، ملابس سوداء ، قاعة ...
صندوق مغلق ..... دموع ...... كلمات قليلة .... و عربات كثيرة ....
و لكن ليس هذا ما دعانى للتأمل ...
ما دعانى للتأمل هو أحاديث الحاضرين على الغائب " رحمه الله"...
أحاديث تتذكر هدوئة ، إبتسامته فى صمت ، كلامه القليل ، و الذى كان يعنى الكثير حين ينطقه .... الذى كان يتكلمه و يصمت الجميع من بعده ...
حبه لعمله و إتقانه له بإخلاص حتى أخر يوم فى حياته ، برغم تعبه ...
رذانته ، و حكمته ، فكان يستعين به أغلب الناس فى حل مشاكلهم ...
علمه و ثقافته ، ففى أى موضوع دينى ، إجتماعى ، ثقافى سياسي ، تكون مشاركته هى الأقوى على الإطلاق ...
حبه و تشجيعة و مساعدته للجميع بدون إستثناء و بدون شروط ، بدء من حفيدته ذو الأعوام الستة ، الى اخوه الأكبر منه سنا ...
تدينه و أخلاقه ، فكان يواظب على الصلاة و الصوم ، حتى فى مرضه ..
إحترامه الشديد للجميع ، الأصغر سنا ، قبل ألأكبر منه سنا ...
فكان يعامل كل الأنسات كأميرات ... و كل الشباب ، كأمراء .... كل السيدات كملكات ، و كل الرجال كملوك ....
كان فى حديثه معى ، أشعر بالخجل من نفسى ، بدون أسباب واضحة ...
تأملت نفسى ، كيف أنى أثناء وقوفى الأن فى غيابه ، و دون أن أسمع صوته ، أرانى خجوله من نفسى ...
خجولة من مرات غضبى .... كلامى المتسرع.... عدم حكمتى ... ردود أفعالى العنيدة مع أهلى .... إهمالى فى حبى لله .... عدم قبول الأخرين .... عدم حبى للجميع بدون شروط ....غلاستى على بعضهم أحيانا .... كسلى فى عملى ....... عيوبى الكثيرة التى أحاول تجاهلها ...
أنتبهت أن اليوم هو أخر يوم فى عام مضى ، و ربما يكون أخر يوم فى حياتى ....
فأنتبهت لقراراتى المؤجلة...
أنتبهت أن غدا عام جديد فرصة جديدة لأبدأ من جديد
فرصة لأحيا حياتى بالشكل الصحيح ، الذى يجعل كل من يتذكرنى ، يتذكرنى بالأحاديث الجميلة ... تماما مثلما تذكروه
و كتبت : https://www.tameecom.com/zarafa/by-nadine/2010-new-year
أشكركم على الإستماع ، و أشكرك محمد على إنعاش ذاكرتى و حثى على الكلام ....