كل يوم بأعدى من قدام حديقة المريلاند ،
و أتذكر سنواتى السبع و العشرون و مدى إرتباطهم بكلمة " المريلاند"
و إحساس "المريلاند"
و لون " المريلاند"
و طعم " المريلاند"
و ذكريات " المريلاند"
و واقع "المريلاند"
و مستقبل " المريلاند"....
أبدأ منين؟؟؟
ذكريات الطفولة الوردية ....
أم ذكرياتى الحالية الرمادية....
أم تخيلى المستقبلى الأسود؟؟؟
:confused:
ما تتخضوش لما أقول أن مستقبلها أسود.... هذا هو إحساسى كلما يجئ سيرة بيع المريلاند... بيعها لإقامة عمارات سكنية فى أغلى منطقة فى القاهرة....
دعونى أبتدى بذكرياتى الطفوليه الوردية...
ذكرياتى مع البجع و البط ، فى البحيرة الكبيرة ، و اللى من فوقها جسر صغير ، يعطيه منظر زى الأفلام الأجنيى ...
البط و البجع اللى كانوا بيتخنقوا مع سمك البلاميطة الكبير ... على فتافيت العيش اللى كنا بنرميهالهم انا و أختى من على السور القصير الأخضر اللى جنب الطربيزة اللى قاعدين عليها....
يتلم البط و البجع من كل حته علينا لما نبتدى نرمى العيش فى البحيرة ، و يبتدى يطلع السمك الكتير من قاع البحيرة ، علشان ياكل.... سمك كتير بشنبات ، بيتخانق على العيش ، سمك كبير جدا يطلع ببطئ ، يأخذ حته العيش و يدخل تانى للقاع بهدوء ، الراجل الجارسون كان بيقولنا أن السمكة دى بقالها كتير جدا عايشة فى البحيرة علشان كدة كبرت كدة...
طربيزتنا اللى كنا بنقعد عليها ، كانت جنب البحيرة على طول ...كانت مفروشة بالمفرش الأبيض و فوقينا شمسية جميلة .... ندخل انا و أختى على الطربيزة وقت الغدا ، و أحنا مستنين الى هيحصل بعنين لامعة ، يجى الجرسون الشيك اللى لابس بالطو أبيض ، و معاه الورقة و القلم ، و يسأل أبويا بأبتسامه.... تكلوا أيه؟؟؟ أبويا يرد على طول لأنه عارف كويس طلبنا أيه على الغدا.... المكرونة الأسبكتى اللى باللحمة المفرومة ، و طبق الجبنة الرومى المبشورة الصغير جنبها....
نستنى شوية لغاية ما الأكل يجى ، نأكل فى البط و السمك... ثم ياتى الطبق السخن... نتغدى بمزاج فى الشمس جنب المية و الخضرة و البط و السمك و البجع.... ثم يأتى باقى بروجرام الفسحة الخيالية....
أقوم أنا و أختى بمفردنا نتفرج على حديقة الحيوان.... طريق جميل مرصوف ، من الناحيتين رصيف مزروع بورد جواه ، و أقفاص القرود ، و الطيور من ناحية واحدة ، و الناحية التانية البحيرة طبعا.... نتفرج من غير ما حد يقولنا لحد أمتى أو يالا أرجعوا ، لغاية ما نوصل لمدخل البحيرة اللى فيه البدالات... !!!!
نجرى على الطربيزة تانى علشان نجيب أبويا يأجرلنا البدال.... الحقيقة مش فاكرة كان بيبقى معانا أبويا فى البدال و لا بنبقى لوحدنا !!!!
بس كل اللى فاكراه أنى كنت بأبقى قاعدة ، و بأبدل بأقصى جهدى ، علشان أوصل لطرابيزتنا اللى بعيد ، علشان أسلم على أمى اللى قاعدة و أشاورلها...
نأخذ النصف ساعة بتاعتنا ، نتفرج على أماكن البحيرة الواسعة ، و على السمك اللى حوالينا... نعدى من تحت الجسر .... نروح للحتة الفاضية اللى من غير طرابيزات... نرجع تانى لأمى.... نرجع للرصيف للراجل علشان نرجع البدال....
يبنتهى يومنا الرائع بمزاج عال العال ، لنرجع مره أحرى للمنصورة نحلم بيوم الأحد القادم ، حين نذهب اللى "المريلاند" مرة أخرى ، نذهب الى "الحديقة السحرية" ، حيث كل حاجة بنحبها..... من أول المكرونة الى البدال ......
:)
أتذكر كل هذا ، كل مرة أعدى على المريلاند الصبح....
أتذكر كل هذا و انا أشاهد ، واقع المريلاند الحالى...
و ذكرياتى الحالية معها ، التى لا تتعدى تعرضى للمعاكسات من الماره بخارجها ، أو تعرضى لصدمات من بعض المختلين نفسيا و جنسيا بداخلها...
دعونى أحكيلكم عن حديقتى السحرية حاليا...
حديقتى السحرية لم تعد مفتوحة أساسا
فقد بيع جزء البحيرة لبعض المطاعم الفخمة ، الغالية جدا... (التى أغلقت أيضا حاليا )
و أغلقت باقى الأجزاء ،تقريبا ما عدا الحديقة العامة
لا أعلم تحديدا مدخلها ، و لكنى أجد بداخلها ناس قاعدين أثنين أثنين كل فين و فين...
حديقتى السحرية اللى فيها أشجار جميلة و كبيرة ،
لم يعد هناك من يجزون الحشائش بها ،
فكبرت الحشيشة لدرجة انها بقت زى الغابة من بره...
لم أعد أستمتع بحديقتى السحرية سوى فى الربيع حينما يُزهر الشجر اللى على أطراف السور ،
بالزهور رودية اللون ، و أمشى من تحتها ، أتأمل جمال الرصيف و الأشجار على جانبه بداخل السور ،
تطل بوردها على من يجرون أو يمشون فى خطوات رياضيه ، يستمتعون بالرصيف المنتظم ، بالأكسجين الناتج من المساحة الخضراء الشاسعة ، من الورود المتدلية من الأشجار فوقهم....
و لا يسعنى كل يوم و انا أمر من جنبها أتأمل فى عمق الخضار بداخلها ،
سوى أن أتذكر المكرونة و البلاميط و البجع ،
و إحساسى حين كانوا يقولون ، "بكره هنروح المريلاند !!!! "
أضحك و أقول فى نفسى
أدينى كل يوم بأروح المريلاند !!!
:)
تحياتى