ها هو "جيمس كاميرون" يفعلها مرة أخرى بعد تايتانيك .... ليحطم إيرادات فيلمه تايتانيك ،بفيلمه الجديد "AVATAR"
حيث أصبحت إيراداته أكثر $629 مليون دولار أمريكى فى مدة 47 يوم
بينما كانت ايرادات "تايتانيك" حوالى $600 مليون دولار فى 252 يوم
ليصبح بذلك الفيلم رقم 1 عالميا فى إيراداته على مدى التاريخ...
و ها هو الفيلم الذى يعتبر أن أغلبه تم عن طريق ببرامج الجرافيك يتم ترشيحه ل 9 جوائز أوسكار لهذا العام و من ضمنها أحسن فيلم و أحسن مخرج...
الا أن ما أعجبنى فى الفيلم ليس هذا كله ، و ليست الضجة التى كانت على الفيلم حيث أنه عُرض فى صالات السينما بتكنولوجيا ال3D (ثلاثية الأبعاد)
ما أعجبنى و جعلنى أفكر فى مدى أهمية السينما فى توصيل أفكار و تبنى قضايا مهمة ،
هو قصة الفيلم ، و هدفه الواضح من بعض الحوارات التى تجعلك تربط بينها و بين الواقع الذى نعيشه...
فبإختصار قصة الفيلم : تحكى عننا نحن البشر ، نكتشف كوكب "بنادورا" الذى يسكنه سكانه الأصليون "ذو البشرة الزرقاء"و نكتشف أنه يحمل نوع من الأحجار ذات القيمة العاليه جدا ...
و برغم من معيشه سكان الكوكب بسلام على شجرة كبيرة ، يقع تحتها كمية كبيرة من هذا الحجر...
الا أن البشر يقررون أنهم "يريدون" الحجر ... يريدون المال.... يريدون السيطرة .....
و لديهم المعدات و الأسلحة و كل المعدات للهجوم و تكسير الشجرة و اخذ ما يردون بالقوة...
و بعد محاولات فاشلة لإقناع السكان بالتخلى عن أرضهم عن طريق بعث "مندوبين" منهم على شكل سكان الكوكب الأصلين "AVATAR" لإقناعهم ... يقرر البشر التدخل "بالقوة" لهدم الشجرة و هدم مساكن الكوكب للحصول على ما يريدون ......" المال"
فى حوار جميل فى الفيلم ... ياتى على لسان أحد البشر إستغرابه لتمسك سكان الكوكب بهذه الشجره ، فهى مجرد شجرة بالنسبة للبشر ، و من الممكن أن يعيشوا على أى شجرة أخرى ...!!
الا أن أحد المندوبين البشريين الذين عاشوا معهم على الكوكب .... يشرح له و يحاول أن يفهمه أنها ليست مجرد شجره ... أنها وطنهم... فهى مصدر الحياه بالنسبه لهم .... جزء من الطبيعة التى لازالوا يتكلموا و يتمدوا منها القوة ....
و لكن هيهات ، فالعقل البشرى قد أنفصل عن الطبيعة و لم يعد يجد لها أهميه بالمقارنه مع المال ...
و بالفعل ... يتدخل البشر بالجيوش و الأسلحة و النيران ، ليهدموا الشجرة و يحاربوا السكان الأصليين العزل ....
و فى لحظة أمل ... يحارب السكان الأصلين مع "avatar" بشرى تبنى قضيتهم ، باقى البشر بالأسهم البدائية و بأيديهم جنبا الى جنب مع الطبيعة نفسها من حيوانات و كائنات.
و ينجحوا فى النهاية من إنقاذ الشجرة و هزيمة "البشر"... فى معركة بديعة و مأساوية جدااا...
قصة بسيطة ، و لكنها عميقة فى نفس الوقت .....
رسالة أمريكيه ، أتخيل أنها موجهه بشكل كبير لأمريكا نفسها ....
رسالة أمريكية بها تفائل و امل بالرغم الوضع الحالى...
خلال الثلاث ساعات ياخذك كوكب "بانادورا" و سكانه فى حالة من الحلم بالمدينة الفاضله .... حلم "العودة للطبيعة" و كيفيه العيش فى تناسق و تناغم مع باقى المخلوقات على الكوكب ، العيش مع بعضنا البعض فى حب و جمال .... فى "تعمير" و ليس "هدم" للوطن
تخرج من الفيلم مستمتع بالصورة ، بالصوت ، بالتمثيل ، بالهدف ....
لا ينقصه الا أن يكون "واقعا" أو على الأقل أن يستوعب "البشر" الدرس أو لنقول ليستوعب "الأمريكان" الدرس..
أشكر المؤلف و المخرج و الممثلين و كل العاملين به ، على هذا الفيلم و هذه الرسالة التى أتمنى أنها تصل ...
تحياتى
:)