منذ أكثر من عشر سنوات كنت أزور معهد الأورام في القاهرة بسبب وجود طفل قريب لي .. وذات مرة كنت ذاهبة لأستقل المصعد الكهربائي للدور السابع حيث هناك قريبي وبمجرد أن فتح باب المصعد دخلت انا وسيدتان ورجل ضخم الجثة عريض المنكبين كما يقولون ???? ووراءنا شخص وقع شعره بأكمله يرتدي "تيشرت وبنطلون" وعندما هم بدخول المصعد اعترضه الرجل بيده في خشونه وقال "لأ إنت لأ أحسن إنت كلك إشعاع ومش ناقصين لا تعدينا" ...
ابتسم هذا الشخص ابتسامة عجيبة هي خليط من الحزن والكبرياء وقال "أنا مش انت .. انا إنتي .. يعني انا بنت واسمي عبير ومحدش اتعديت منه زي ما حدش كبير على المرض اتفضل حضرتك اطلع وانا هنتظر"
خرجت معها من المصعد وانا بقول بعلو صوتي "صحيح حيوان" .. للحظة تذكرت شكل الرجل وعضلاته وقولت في نفسي " دلوقتي الراجل يرزعك بوكس في عينك يكومك جنب الحيطة" .. إلا إنني وجدت السيدتان خرجا معي وهما يقولان "اطلع لوحدك ياحيوان" وداسا زر المصعد فقفل بمجرد خروجهما منه وعمل طيب الصراحة والا كنا ثلاثتنا في مشرحة زينهم ???? وعكفنا نطيب خاطر البنت التي ابهرتني بكبرياءها وايمانها الشديد بربنا وثقتها في رحمته وعلمت أنها عازفة لآلة الأبوا في الكونسيرفتوار وأخذت رقم هاتفها وأصبحت صديقة
حدثتني منذ عام تقريبا كانت تدعوني لحضور حفل لها في الأوبرا للعزف المنفرد ... نعم لقد شفاها الله تماما وعادت جميلة ورقيقة بل أرق عازفة رأيتها في حياتي ...
المهم بالموضوع إنني حينما تحدثنا تليفونيا تذكرنا يوم لقاءنا الأول فقلت لها لا تتذكري ذلك اليوم فقالت كيف لا أتذكره وفي هذا اليوم وعدني الله أن يأخذ حقي وقد وفى
اندهشت وقلت لها كيف ذلك قالت : كنت هنا بعد ما أن شفاني الله للمتابعة وكنت عند المصعد وجئت أركب المصعد ودخلت ودخل رجل بعدي وبعدها رجل مريض فوكزه الرجل الثاني وقال له المصعد لا يكفي خليك في اللي بعده وعندما نظرت للرجل وجدته هو الذي اخرجني من المصعد في ذلك اليوم ولكنه اليوم مريض وبنفس المرض وأراد الله أن يثأر لي منه وفي نفس المكان
قلت يا سبحان الله .... قالت " الأدهش من ذلك أنني يومها كنت مكسلة اروح المتابعة لولا والدتي تكاد تكون حملتني حملا لأذهب في ذلك اليوم .. يعني بالبلدي كده ربنا جرجرني علشان اشوف قصاصه
قولت .. اكيد فرحتي قالت مش عارفة بس الأكيد أنني لم اسمح لشيطان الشماتة أن يتمكن مني وتاني يوم جبت أحلى بوكيه ورد وعملت نفسي من الهلال الأحمر ورحت زرته وقدمت له ورد وتمنيت له الشفاء ..
كم هي رقيقة وعظيمة تلك البنت
ولكن سألتها .. ولكن إزاي افتكرتيه بعد 3 سنين
قالت .. لا يمكن أن تنسي عيون ظلمتك ابدا
هذا مشهد من الحياة ولكنه حدث بالفعل
1
-2
