ما أجمل رحمات الله سبحانه وتعالى .. حينما تتجلى في وقت تكون في أمس الحاجة اليها , حين تشعر أنك حبيس ألم ما أو حزن ما داخل صدرك والدنيا حولك خاوية الا من شيء واحد اسمه (لا أحد) , وتجد نفسك لاتقوى حتى على التفوه بالكلام.... فتجد رحمة ربك تتجلى لك لتجعلك رغما عنك تبتسم من خلال موقف ضاحك بسيط يلقيه في طريقك .................
وهذا ما حدث معي بالفعل
فمنذ يومين ذهبت الى احد فروع خدمة العملاء لإحدى شركات المحمول , وقد كان الهم يومها قد بلغ بي مبلغه وجلست على الأريكة أنتظر دوري وأنا أحمل فوق كتفي تلال من الهموم وشعور بالوحدة بلا نهاية .... وبينما أنا كذلك واذا برجل رقيق الحال في أوائل الستينات ويبدو أنه لم بالقدر الكافي من التعليم أو ربما أمي يدخل الفرع وهو يزيح بابه في غضب ويقول "أنا عايز حد يشوفللي حل في المحمول قليل الحيا دا".... يبتسم الموظف في دبلوماسية ويقول : حضرتك بتقول ايه الموبايل قليل حيا ازاي مش فاهم ..... يستمر الرجل في غضبه ويقول "بقى ينفع ياباشمهندس وأنا راجل كبارة اللي يطلبني ترد عليه واحدة مايعة تغني وتقولله حبك غير قلبي واحساسي مش عيب ..دا حتى عيب على الشنب اللي في وشي دا ..(والحقيقة هو الراجل كانت تقف على شنباته الصقر)...المهم
طبعا الموظف ماسك نفسه من الضحك بالعافية ورد في دبلوماسية : حضرتك دا الكول تون ..
الرجل مستمر في ثورته : كولتوه كولتوه ايه ياعم حرام عليكم وكفاية مسخرة ..
وبالطبع الموظف وفر على نفسه مهمة اقناعه بأي شيء وآخد الموبايل ولغى الكول تون من سكات
الرجل تناول منه الموبايل في غضب وخرج ولكن قبل أن يغلق الباب خلفه التفت للموظف وقاله : اياكم تعملوا المسخرة دي معاي تاني .. بلا قلة قيمة ...................................
" أقسم بالله العظيم ان دا حصل "
وهذا ما جعلني أبتسم رغما عني وأقول ما ألطفك وأرحمك ربي