منذ أكثر من عام ونصف وبالتحديد منذ انتمائي لتاميكوم صار من عاداتي اليومية أن أنظر على المملكة مهما كنت مشغولة أدخل لأرى الجديد وعدد الزوار والمتواجدين ومن كان موجودا وهكذا ..... كل يوم أفعلها ولا أخلفها أبدا حتى أنني أظن إنني قبل أن أًدخل القبر سأطلب من حامليّ أن يمهولني حتى أنظر على المملكة قبل أن أُدفن .... ما علينا ....المهم أنني مارست عادتي اليومية وفتحت تاميكوم لأقرأ الجديد وما أن نزلت ببصري على المتواجدين الآن فوجدتني باللون الأسود فقلت خير يارب ... ماذا حدث يا ترى؟؟؟ وقلت ربما تغيرت الألوان , فحاولت الدخول لمجلس الوزراء واكتشفت أنني لا أملك الصلاحية لذلك فسألت صديقة لي فأخبرتني بقرار إقالتي من منصب الوزير , وعندها وجدت العرق التركي قد تضافر مع العرق الصعيدي وتحالفا معا في ضرب سقف رأسي وإطلاق سراح جميع الشياطين المسجونة وجعلها تتقافز جميعها في وجهي حتى جعلتني أستشيط غضباً .. لا لقرار الإقالة ولكن لأنني لم أسع لتلك الوزارة قط حتى إنني فوجئت بتعييني رغم أنني قد أخبرت الباشمهندس محمد أنني لا أرغب في تلك الوزارة لا لأنها لم تعد مبهرة وخاصة بعد أحداث 25 يناير , فلم يعد هناك شاليهات في مارينا ولا حسابات في البنوك ولا بودي جارد ولا حتى كشك حراسة على باب الفيلا ... وخاصة وأنني رأيت بنفسي وزير الزراعة الحالي في الدقي ولم أجد أحدا أسأله عن الطريق سواه وقد وصفه لي وزير الزراعة شخصياً الذي كان يسير على قدميه داخلا مقر وزارته ....المهم وبعيدا عن التهريج أغضبني جدا هذا التصرف لأنني لم أسع إليها لأن مع فتح المدونات المتتالي لا يوجد نشاط في مدينة النثر والخواطر .. فلماذا الوزارة ؟؟ ليس لها معنى هنا .. إنني أحيانا كنت أشعر بالشفقة على القسم الذي سكنه العنكبوت من جراء فتح المدونات وكنت أدرج به موضوع ولا أدرجه في مدونتي .. فأنا لم أسع إليها ولكنني فوجئت بأنني وزيرة , فقلت لاضير .. ونويت أن أحيي ثانية موضوع المحاكمات العلنية مع صديقتي الرائعة هبة , وأيضا موضوع تخيلت نفسي ويوميات عشرة جنية .. تلك الموضوعات التي كان يشاركني فيها جميع أعضاء المملكة وكانت فرصة لاكتشاف المواهب .. ولكن حدث لي ظرف منعني من دخول المملكة لفترة وجيزة .. ظرف أقوى منى وأقوى من الموت نفسه الذي تحدثت عنه في البداية .. فقد تعرضت والدتي لوعكة صحية جعلتني يجب أن أتواجد معها على مدار اليوم فلم يكن لدي الوقت لذلك ولا لغيره حتى المنتدى الذي افتتحته لم أكن أدخله والباشمهندس يعلم ذلك , ولقد تفضلت السيدة جيهان عفيفي بالإتصال بي وأخبرتها بأن لدي ظروف هذه الأيام خارجة عن إرادتي ووجدت نفسي فجأة أشبه بسعد الدالي عندما حدثت له وعكة صحية أقالوه ..المهم أنني كما قلت وجدت شياطين الأرض تتقافز في وجهي وهم يوسوسون لي بأنني عُينت لأقال وأوهموني بأن هذه الطريقة مُهينة قلت إنني سأفعل وأفعل وكلها تصرفات حمقاء وليدة الغضب الطائش , لولا أنني استعرت نصيحة صديقتي بأنني إذا أمرني غضبي بتصرف ما أؤجله للغد وقتها ستكون عاصفة الغضب قد هدأت والذهن أصفى ، ولقد أفلحت نصيحتها مثلها مثل كل نصائحها التي دائما ما تمنحني إياها (بالرغم من أنها تحملت عاصفة غضبي وقتها وأذابتها بصبرها علي ) ..واستيقظت من نومي في الصباح التالي لأجد الضباب قد انقشع والشياطين قد أُخزيت وأن الأمر لايستحق كل ما جال بخاطري وأنني الآن أستطيع أن أستمتع بحرية الإختيار بين الدخول أو عدم الدخول دون قيود المنصب وأن أعيش حياة المبدع أكتب أو أدخل وقتما يحلو لي حتى بدون الإضطرار إلى الإستئذان أو حتى الإخطار , وهكذا بحسبة منطقية بسيطة وجدت أن مكسبي بالخروج من الوزارة أكبر وهكذا شكرا للمهندس محمد الذي حقق لي بالخروج مطلباً وهو حياة الطيور تحط وترحل متى شاءت وأين شاءت وكيف شاءت ...............





































