من الأدوية الشائع استخدامها هو دواء الإيموديوم ( loperamide ) المستخدم في حالات الاسهال و طريقة عمل هذا الدواء هو تقليل حركة الامعاء مما يقلل من عدد مرات و كمية الفقد من السوائل . والاستخدام الآمن لهذا الدواء يتطلب معرفة بعض النقاط الهامة ومنها:

١- يجب العلم ان الإيموديوم لا يعالج سبب الإسهال كما ان تناوله لا يغني عن تناول كميات كافية من السوائل لتعويض الفاقد اثناء الاسهال و ان العلاج الاساسي للاسهال هو تناول السوائل الكافية و علاج السبب إن وجد.

٢- لا ينبغي أن يستخدم الإيموديوم في علاج الاسهال في 

الأحوال التالية:

أ- الأطفال خاصة دون سن الثلاث سنوات و ذلك حسب توصيات الجمعية الأمريكية لطب الأطفال و منظمة الصحة العالمية وخاصة الأطفال المصابين بسوء التغذية أو بالجفاف. 

ب- عندما يكون سبب الاسهال هو دوسونتريا( dysentery ) نتيجة عدوى بكتيرية ببعض الانواع من البكتيريا و علامات الدوسنتاريا هي ارتفاع في درجة الحرارة و وجود دم في البراز لانه في هذه الاحوال يؤخر تناول الإيموديوم التعافي من الاسهال لانه يؤدي إلى تقليل حركة الامعاء مما يؤخر طرد البكتيريا من الامعاء و ذلك يسبب تأخر الشفاء.

ج- في حالات التهابات القولون الحادة ( acute ulcerative colitis, pseudomembranous colitis). 

٢-يعتبر الإيموديوم دواءا آمناً إذا تم تناوله بالجرعات المحددة المسموح بها ( لا ينصح بتناول اكثر من أربعة أقراص في اليوم اي ٨ مجم ك OTC drug)، و ذلك لان تأثيره يقتصر على الامعاء لان نسبة ضئيلة من الدواء يمكن وصولها للدم ( oral bioavailability is very low) بسبب تكسيره بنسبة كبيرة في الكبد قبل وصوله للدم بواسطة انزيمين في الكبد ( CYP3A4 and CYP 2C8) ولكنه يسبب الكثير من المشاكل الصحية اذا تناوله المريض بجرعات كبيرة أو عند استخدام الجرعات المسموح بها و لكن مع بعض الادوية او الاطعمة التي قد تسبب بعض التداخلات الدوائية مع الإيموديوم. وهذه التداخلات الدوائية تحدث مع الأدوية التي تثبط قدرة الجسم على التخلص من الإيموديوم مما يؤدي إلى وصوله لتركيزات عالية في الدم تمكنه من الوصول إلى المخ واحداث تأثيرات مشابهة لبعض تأثيرات المورفين و مشتقاته و التي قد تصل إلى تثبيط للتنفس ( respiratory depression ) نتيجة لتحفيزه لمستقبلات تسمى mu receptors وأيضًا من المشاكل الصحية للتركيز المرتفع للإيموديوم عدم انتظام في ضربات القلب نتيجة QT prolongation . و من الادوية التي قد تزيد من احتمال حدوث مشاكل صحية من الإيموديوم الCYP3A4 inhibitors و الCYP2C8 inhibitors و الgp- transporter inhibitors ( والتي تزيد من الكمية التي تصل الى المخ) و منها بعض مثبطات الحموضة المعروفة بالPPIS مثل الomeprazole و بعض مضادات الفطريات ( itraconazole ) و بعض ادوية الضغط ( calcium channel blockers مثل الأيزوبتين verapamil .) كذلك الدواء الخافض للدهون المعروف بال gemfibrozil و المضاد الحيوي المعروف بالClarithromycin ( كلاسيد). و ينصح بعدم التناول المتزامن لادوية تثبط قدرة الجسم على التخلص من الإيموديوم و في نفس الوقت ادوية تثبط قدرة المخ على ضخ الدواء خارجه ( مثل الدواء المنظم لضربات القلب المعروف بالكوردارون / amiodarone) و يلاحظ ان ادوية الp - gp transporter inhibiotors تثبط المضخة الموجودة في المخ و المسئولة عن منع وصول الدواء للمخ و بالتالي فتثبيط هذه المضخة يؤدي الى امكانية وصول حتى التركيزات الطبيعية من الدواء في الدم الى المخ.   

٣- في حال حدوث مشاكل صحية على مراكز المخ من التركيزات المرتفعة للإيموديوم فيتم علاج هذه الاعراض باعطاء الدواء المضاد للمورفين المعروف بالنالوكسون ( naloxone) ولكن الاخير لا يعالج المشاكل الصحية على القلب (عدم انتظام ضربات القلب) لان هذه المشاكل سببها تاثير الإيمودويم على بعض قنوات القلب والتي لا يؤثر فيها النالوكسون.

٤- يسمح بتناول الإيموديوم لمدة لا تزيد عن يومين أثناء الرضاعة لان كميات ضئيلة تصل الى الرضيع في هذه الحالات.

" Safe drugs can convert to dangerous drugs it not used appropriately "