دق باب بيتي بعنف فهرولت لاتبين من القادم ...فاذا به الحاج عوض حسن مسلم فلديه سيارة اجرة يعمل بها بين مصر وليبيا وهو من قريتي وقد اعتلي وجهه ميت لون وقلت له ما الامر ؟
....اجابني (الحقني اخذوا سيارتي) وكان مستعدا لرحلة سفر من ليبيا الي مصر حتي المنصورة .......فقد تصادف ان احد الركاب معه يحمل صورة للعقيد معمر القذافي رحمه الله ويجلس بجوار النافذة وخوفا منه علي الصورة من الكرمشة فردها علي زجاج النافذة ولسوء الحظ كانت الصورة مقلوبة(يعني الرأس الي اسفل ) ....ولما مرت السيارة علي مركز الشرطة المجاور لاقامتي استوقفوه وصادروا سيارته عقابا له علي قلب صورة الزعيم والاخ القائد ...فقد كان الرجل مهابا الي درجة التقديس
....بعد ان شرح لي عوض قال لي اشتمني بكل مفردات الشتائم واضربني علي وجهي كيفما تشاء امامهم (بس هات لي العربية)
.....وحقيقة الامر ضباط المركز وجنوده كانوا اصدقاء لي وكنت مديرا للمستشفي المجاور لمركز الشرطة والشعب الليبي المحترم بطبعه ومضياف وكريم ومجامل وقد عشت معهم اكثر من عشر سنوات ولم اشعر بالغربة بينهم قط .....وبعد ما شرحت الموقف لهم وان الخطء وقع بدون قصد افرجوا عن السيارة
.......وطبعا شتمت عوض حبيبي ولم اتعود علي الشتائم طيلة حياتي لكنه رزق عوض
.....وعند مغادرتي مركز الشرطة لمحني صديقي وزميلي الدكتور ابراهيم الطائي وهو عراقي وسألني ما الامر ؟....وبعدما شرحت له الامر ابتسم ابتسامة عريضة ثم قال لي ..اسمع يا سيدي.. كنت اشاهد مباراة لكرة القدم في استاد بغداد ومرت علينا وفود بين الكراسي يفتشون المقاعد ويامرونا بالوقوف واذا وجدوا مجلة او جرنال يقومون بالتوبيخ وبعض الشتائم ....فقلت له لماذا ؟ قال كل الجرايد والمجلات لا تخلو من صورة الزعيم الركن صدام حسين رحمه الله فلا يصح ولا يجوز الجلوس فوق الزعيم
.....هذه الواقعة تقريبا منذ ٣٠ سنة ولن اتحدث عن سلبيات الزعيمين باسهاب فهما في ذمة الله وقد تأثر الزعيمين بالزعيم جمال عبدالناصر رحمه الله ....وبعد مرور السنوات الطوال عليهم جميعا الثلاثة بدت نتائج الزعامة الحنجورية لبلادنا في مصر والعراق وليبيا .....والحق يقال ان الثلاثة كانوا وطنيين ويحبون بلادهم حتي النخاع الي ان ماتوا
....وتبقي كلمة ولكن في حلقي!!
...وأعني الزعامة الممزوجة بطول اللسان والعنترية والكلام الاهبل وعدم الفهم لما يجري في كل ارجاء المعمورة واحادية التفكير والتسلط بالرأي الواحد والتهور في اتخاذ القرارات اوقع بلادنا فيما لا يحمد عقباه
.......ففي مصر رغم ان عبدالناصر كان منحازا للفقراء ..لكن الهبل تسبب في ضياع سيناء وكل فلسطين والجولان السورية في هزيمة ١٩٦٧ ...واستطاع جيشنا بالثأر في معركة ١٩٧٣ ومازال جيشنا حتي الاَن رمز عزة الوطن
.....اما الشعب الليبي الغني لم يشعر بالثروة في يده وتحت القبضة الحديدية لم يستطع ان يقول او يلمح بنقد للنظام الحاكم والا ...يختفي من علي ظهر الارض ...وانفقت الاموال للتلميع لملك ملوك افريقيا وللاسف ما يجول في فكر الاخ القائد يخرج علي لسانه دون تحكم ودون حنكة وحكمة سياسية ولم يعرف ايامها ان امريكا والغرب قلوبهم سوداء رغم ابتساماتهم ...واخيرا قتلوه !
....نفس الشئ حدث لصدام حسين الذي كان شديد البطش وكثير الكلام عن قدرته لتدمير اسرائيل في ساعتين ...ثم قتلوه في عيد الاضحي
.....لهذه الاسباب لم تتح للشعبين العراقي والليبي حرية التعبير والتفكير في حكم بلادهم من جراء اللجان الثورية في ليبيا وشباب حزب البعث في العراق ومرت الاَن سنوات طوال للبلدين العزيزين وكل واحد يخرج وينادي بشعارات في حب الوطن بلا فائدة .....حب ايه اللي انت جاي تقول عليه....هوا انت عارف معني الحب ايه؟!!
....علي فكرة اليوم تقليعة (عيد الحب)!!
د. عزة محمد بركة
محمد محمد جاد محسن
رشا ماهر يوسف علي سالم
هبة حليم عزيز شعبان
د.خليل السيد خليل محمد
د. نهى فؤاد محمد رشاد
زين دومه عبد العاطي الابوز
يوستينا الفي قلادة برسوم
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين 
زينب حمدي 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
ياسر محمود سلمي 
د. شيماء أحمد عمارة 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
5
-1
