هذه أنا..
سجينة أنا..
تختنق أنفاس الحرية داخلي بين أسوار الواقع الكئيبة
أرفض جدران المتاح ولو قُدت من ماس
أهوى الترحال كقُمرية تقف مغردة على ضفاف ينابيع الألم المتجددة بروحي..
متمردة أنا..
أعشق الليل المتلون بريشة غراب حزين يشاركني أوهام الخلاص
ابني بين صفحات أوراقي سرابًا أسكنه
ألمس تفاصيله الضبابية فتتجسد أملًا
أصنع من حروفي تعويذات شافية للعالمين جميعهم.. إلا جروحي..
عاشقة أنا..
أهوى خربشاتي المجنونة، أتشبث بها فتهوي بي لسبيل لا يسلكه إلا التائهين
حروف من ضياع لا يفك شفراتها إلا مرتشفي كأس الحنين
سكون يسكن صخبي فيلتقمه قلم يقتات على حكايا العابرين..
مسحورة أنا..
مسني قبس من هواك فلم أزل أردد حروف اسمك، تعاويذ من جنون تُطرب السامعين
أرسيت بأرض الأحلام قافلتي، ليتيه في ظلام الهجر حاديها
وتغيب نجوم شِعراها عن الناظرين
تطاردني ريح أشباهك في كل أرض أينما حللت تأسرني أشباح عطرك الثمين..
غبية أنا..
أقف على أعتاب الزمان، أُلقي بثقل حزني على أكتافه أرجوه أن يعيد البدايات..
أقذفه بسهام العتاب، عله يعيد شوق الألف سنة الأولى لقلب يصدح نبضه بالحكايات..
يسخر من مصيري المحتوم أن لا مساس لفؤادي إلا لمن رفع على أسواره الرايات..
أنت أنا..
بكل التناقضات التي تقاسمناها لحظة ميلاد أرواحنا في زمن البدايات
بكل هذا الحنين الذي يقض مضجعنا لنتقاسم هذا السيل من العبرات مع الوسادات..
ستظل أنت أنا.. رغم عنك.. رغمًا عني.. فما كان لنا الخيرة حين سُقينا كأس العشق والآهات..