إنه لم يهرب من المعركة، إنه فقط كان لا يتوقع أن الغزاة كانوا من البداية زهور سامة نبتت بأرضه..
يقف على حافة السخط، يستند على ظِلّه الخافت، يبني سدودًا تحتوي شتاء العَبرات، يخلع عباءة وَجف القلب ويعلقها على غيمة ضباب..
إنه لم يهرب، إنه يتأمل..
يتأمل انتفاضة الكذب الأخيرة..
يتأمل المحاولات الأخيرة للبقاء على قيد الطَمع..
الأمنيات الصادقة التائهة، والفرحة المبتورة،
يتأمل الأمنيات الصادمة، والأخيرة..
يتأمل المزيج البديع بين اللغة والطبيعة، فاجتمعت صفة (الهَبش) في وصف أكل الوحوش وبين معنى الاحتيال..
يتأمل حدسه المنهزم على ضواحي الأمل، يتعكَّز بخاطر مكسور، يلوّح له ألا ينهزم..
إنه لن ييأس طالما كان في معيّة الله.
،





































