أحدَ عشرَ عامًا يا هيَ…
ولا زلتِ تمرّينَ في ذاكرتي كما تمرّ الريحُ على نافذةٍ نسيتُ إغلاقها.
كلُّ ما بعدكِ مؤقت،
كلُّ الوجوهِ عابرة،
وأنا الوحيدُ الذي بقيَ في محطةٍ غادرها القطارُ منذ دهر.
كنتُ أظنُّ أنَّ الوقتَ سيهذّبُ وجعي،
لكنّه لم يفعل…
صارَ أكثرَ لُطفًا فقط،
يُمرّر أصابعه على جرحي كمن يواسيه، لا كمن يُشفيه.
أراكِ اليومَ تمضينَ نحو حياةٍ أخرى،
بخطى من نسِيَ الطريقَ الذي جمعنا،
بينما أمضي أنا نحوكَ أكثر،
كأنَّني أُعاقَبُ بذاكرتي.
أحيانًا أُقنع نفسي بأنّني نسيتك،
ثم أضحك…
كيف ينسى البحرُ أولَ موجه؟
كيف تنسى القصيدةُ أوّلَ حرفٍ كُتبت به؟
أحدَ عشرَ عامًا،
وما زلتُ أعيشُ في مدينةٍ أنتِ حدودها،
أدورُ فيها بلا خريطة،
أكتبُ اسمكِ على الجدرانِ بصمتٍ،
وأتظاهرُ أنَّني نسيت.
كلُّ مساءٍ حين يهبطُ الليلُ على وحدتي،
أسمعُ ضحكتكِ القديمة تتسلّل من بعيد،
تتدلّى من ذاكرةٍ لم تجفّ بعد،
وأعرفُ أنني لم أُغلق بابكِ يومًا…
بل تركتُه مفتوحًا لحنينٍ لا يأتي.
يا امرأةً
لم تعد من الماضي،
ولا من الحاضر،
بل من تلك المنطقة الغامضة بينهما،
حيث لا يُشفى العاشقُ،
ولا يموتُ الحنين.








































