آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أسماء كاشف
  5. الله وليّ الصابرين .. البقاش

ذكرى استشهاد الرقيب محمود السيد البقاش ،، أسكنه الله الفردوس

 
*. *. *. *. * *. *. *. *. *     
 
الله وليّ الصابرين 
 
**************
 
هم المقدم أحمد مالك بمغادرة منزل الحاج السيد البقاش ، وقبل أن يغادر وجه تساؤله لصاحب المنزل قائلاً (( مش عاوز حاجة من محمود ؟؟ )) وما إن طرقت العبارة مسامع الحاج سيد حتى أنسابت دموعه ، لم تثر العبارة أحزانه ، فهى لم تهدأ بعد ، كما أن زيارة المقدم أحمد مالك لهم كفيلة بأن تجعل محمود متواجداً بينهم ، فهو يرى ملامح محمود فى وجه قائده ، كما أن الحديث لا ينقطع عنه ، شجاعته ، أدبه الجم ، شهامته ، وامتزجت دموع الحاج سيد بالدهشة والحيرة ، ترى لم يردد المقدم أحمد مثل هذا السؤال ؟ يا الله إن هذه الكلمات نذير بأن القائد يشعر أنه على موعد ، يلتقى فيه محمود .
 
وضح على الحاج السيد الارتباك ، ورد بعبارات مقتضبة ، لم يتذكرها بعدها ، فقد كان وقع السؤال من الشدة والألم بما يجعله يحاول الرد .
 
هل يقول له أنه يريد منه شئ ؟؟ أم يجب بالنفى ؟؟ أنه يريد محمود بشخصه ولكن كيف عسى أن يفصح عن ذلك ، فإرادة الله فوق كل شئ ..
 
غادر المقدم أحمد مالك منزل الحاج سيد ، ولكن الأحزان لم تغادر ، فقد أصبحت جزء من المنزل ، الأسرة ، والحاج السيد نفسه .
 جلس الحاج سيد فى غرفة الاستقبال ، وحيداً ، حزيناً ، تطوف أمامه الذكريات ، محمود ابنه ، النعش المتشح بعلم مصر ... الجنازة العسكرية ، كان أول ما بدر إلى ذاكرة الحاج سيد ، هو ذاك اليوم الذى واتته الأخبار بأن ابنه محمود ذو التسعة عشر ربيعاً قد صار شهيداً فى رحاب الله ..  
 
راودته ذكريات ذلك اليوم الذى وهبه الله فيه ابنه محمود ، فى الخامس عشر من مايو عام 1995 ، فى قرية ميت أبو خالد بميت غمر ، بالدقهلية ، حيث امتلأت جدران المنزل ببكاء الطفل ، وصوته الرضيع المميز ، كان محمود مولودهما الأول ، وما هى إلا شهور حتى ملأت ضحكاته لوالده ووالدته أركان البيت ، لم يكن محمود مرهقاً فى تربيته ، فقد تميز منذ نعومة أظافره بالهدوء ، وتربى على طاعة والديه ، وحب جدته التى تسكن البيت معهم ، وقد أرهقها الدهر بعد أن قامت بتربية والده وعمه وحملت على عاتقها عبء كبير بعد وفاة الجد ، كان زوجها وقت وفاته فى عامه الثامن والعشرين ، وكانا ولديها فى أعمارهم السادسة ، و الثالثة ، رفضت كل من تقدموا للزواج بها ، وكرست حياتها لولديها ، والآن تعيش فى بيت ابنها السيد ، تحب أبنائه و يبادلونها ووالدتهم الحب والاحترام .
ولم يكن حال محمود فى المدرسة يختلف عنه فى البيت ، إذ جمع بين الأدب والتفوق ، وحاز على حب واحترام معلميه وأقرانه ..
 
(( الله وليّ الصابرين )) نقشها محمود على جدران منزلهم وكأنه يوجه رسالة ذات أمد مؤجل إلى أسرته ، بل إلى أسر الشهداء جميعاً ، الصبر يا أبت ، الصبر يا أماه ..
 
وكان الحياء إحدى شعب الإيمان من شيمه ، مرت السنوات وأصبح محمود فتى يانع ، يمضى فى دراسته وفى حياته بلا ضجيج ..
 
عادت الذاكرة بالحاج السيد إلى عام 2011 ، وبالتحديد إلى اليوم الذى فاجئه ولده محمود ، وصارحه برغبته فى أن يتطوع فى صفوف القوات المسلحة ، مصنع الرجال الأبطال ، ليتخرج صف ضابط ، تماماً كما كان والده وقدوته فى الحياة ، ولم يجد والده مفر من اعتماد الطريق الذى رسمه وخططه ولده لنفسه ، فقد صار محمود رجلاً يمكنه أن يحدد وجهته ، كما أن العمل فى صفوف الجيش المصرى ليس بغريب ولا جديد عليهم ، إنها مسيرة ممتدة .
 
لقد دار فى ذهن الحاج السيد أن محمود كان يرسم طريقه ومستقبله إلى عالم الأبطال ، إلا أن محمود كان يرسم طريقه إلى الشهادة وعالم الشهداء .
 
لقد تطوع أكبر أبنائه محمود فى سلاح الدفاع الجوى وتخرج ضمن الدفعة 146 صف ضابط ، وبدأ حياته العسكرية صف ضابط ، أمضى محمود سنواته الثلاث الأخيرة ، ما بين فرقة الصاعقة ، وتدريب الدفاع الجوى ، كان يواظب على عمله بمنتهى الدقة والجدية ، هكذا شهد قائده المقدم أحمد مالك ، بل إنه أكد أنه لم يردد أبداً أنه لا يعرف ، أو أنه لا يمكنه القيام بعمل ما ، فكان ينفذ كل ما يوكل إليه من قادته .. ولم يكن ليبرر أى خطأ ، فالخطأ غير مقبول بالنسبة له وكذلك التبرير .
 
يا الله لقد حظى محمود بحب قادته وزملائه ... زملائه ، قفز إلى ذهن الحاج السيد ، البطل محمد على ، نظر إلى صورة يقف فيها محمود وصديقه محمد ، وقد طوقت يد محمود اليمنى كتف صديقه محمد ، فى أخوة وود .. تساءل الحاج السيد ، ترى متى ألتقطت الصورة ؟ ما الحديث الذى دار بينهما قبل تلك اللحظة أو بعدها ؟ رمق الصورة بحنو وأنسكبت دمعة عليها ، داعياً لابنه بالرحمة ، وموجهاً الدعاء الثانى للبطل محمد ، داعياً له بالنصر والسلامة ..
 
أوحشتنا يا محمود .. أوحشنا صوتك يا بنى ، أدبك ، خجلك ، وكل شىء .. وسرعان ما ردد (( الله وليّ الصابرين .. الله وليّ الصابرين )) .
 
ورغماً عنه تعرج ذاكرته دوماً وذاكرة الحاجة أم محمود إلى يوم 26 يناير 2014 ، حينما استقل محمود حافلة الإجازات والمأموريات ، التابعة للقوات المسلحة ، وفى الطريق كانت أيادى الغدر والخسة بانتظاره ورفاقه ، ترصد لهم المجرمون ، يلثمون وجوههم القبيحة ، وأمتدت أياديهم القذرة ، تصب نيرانها على الحافلة ، عجزوا أن يواجهوا الأبطال فى ميدان القتال ، فحاولوا النيل منهم فى حافلة الإجازات ، فى الحافلة ، لفظ جسد محمود واثنان من رفاقه أنفاسهم الأخيرة ، بينما انطلقت أرواحهم فى حياة جديدة ، خالدة ، فموت البشرهو الموت ، إلا موت الشهيد .. إنه حياة ورزق ، كما أخبرنا المولى عزوجل .
 
دلفت الحاجة أم محمود عبر الباب ، رأت الدموع تنسكب من زوجها ، همت لتشاركه البكاء من ألم الفراق ، وما إن لمحها حتى مسح عينيه بيديه مجففاً عبراته ، سبقها قبل أن تبادر بالحديث والبكاء قائلاً : الله ولى الصابرين ..
 
*******************
قصة قصيرة عن الشهيد الرقيب محمود السيد البقاش ، أسكنه الله الفردوس
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350535
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205159
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190255
4الكاتبمدونة زينب حمدي176681
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138485
6الكاتبمدونة مني امين118843
7الكاتبمدونة سمير حماد 112687
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103885
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101245
10الكاتبمدونة مني العقدة98579

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

425 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع