عزيزي عمر خورشيد
ها قد تقابلنا من جديد..
أيام معدودة،على استقبال أجمل أيام عمرنا، شهر رمضان المعظم هذا الشهر الذي نستقبله بفرحة الأطفال وحسابات الشباب ورضا الكبار..!
يستقبله الأطفال بحب، لهفة، بفرحة ، نابعة من القلب والروح فهم مازالوا أبرياء، تضيء روحانيات الشهر الفضيل قلوبهم وأرواحهم!
أما عن جيل الشباب فيستقبلوه بشكل خاص، كله اهتمام، ونية متجددة، في البدء من جديد،لا سيما الانتظام في العبادات.
وهذا أمر محمود بالطبع، نسال الله لهم ولنا الثبات طوال أيام العام وليس خلال أيامه فقط...، فأنا من أنصار البدايات ..،أبدأ وجدد النية ودع الباقي للمولي..!
أما الكبار.. يستقبلونه بترحاب شديد، يجدونه فرصة مناسبة للاعتكاف، للنهل من بحر الحسنات الذي يملا أيامه ولياليه طوال الشهر .!
يأتي شهر رمضان هذا العام، في توقيت حرج، فالجميع مهما كان مستوى دخله، يعاني من ارتفاع الأسعار ..!
يحاولون على كافة المستويات أن يشقوا طريقهم في الحياة وفقًا لما يستجد من ظروف..!
رغم كل هذه المعوقات القاتلة، إلا أن هناك أصحاب قلوب رحيمة ، يفكرون في الآخرين !
يبحثون عن طرق عدة لمساعدة من لا يستطيع وتأثر بالوضع الاقتصادي بشكل مباشر ..!!
يقدمون يد العون، للفقراء والمتعففين ممن لا يتحدثون ..!!
كم اسعد عندما أرى تحرك جماعات دون ترتيب مسبق وعلى كافة المستويات وفي مختلف المجتمعات السكنية ممن تفكر في إدخال البهجة على غيرهم..!
هذا التلاحم المجتمعي، والشعور بالآخرين والغير لم يكن مستحدثا..!
لكن الملاحظ انه ازداد واتسعت رقعة الرحماء خلال هذا العام ..!
اللافت للنظر أن هؤلاء يقومون بخدماتهم المجتمعية بشكل فردي .. وليسوا تابعين لأي مؤسسات أو جهات خيرية مثلا.!!
وهو ما يؤكد أن هناك مكان للنور في قلوبنا مهما زادت الدنيا من ضغوطها علينا ومها لوثتنا الحياة..!!
عزيزي عمر خورشيد
يظل شهر رمضان باغانية المعروفة رمزا للبهجة للتجمع الأسري للترابط ، للحب، للنظام، ففيه نجبر جميعًا على التلاقي مرتين يوميًا وهو ما يعتبر من نوادر حياتنا ..!!
أعاده الله علينا مرارا وتكرارا ونحن جميعا في سعادة وهناء .
أكثر ما سأفتقده هذا العام هو ليلة الرؤية حيث كنت أترقب استطلاع الهلال وأنا في بيت أمي ..
أهنئها وتمطرنا بوابل من الدعوات، نستمع معا عبد المطلب وهو يطربنا برائعته رمضان جانا ..!
تطفئ النور وتريني أضواء رمضان التي تضيء النفوس قبل الأماكن .. بقيت الأماكن ورحلت من احتلت القلوب والكون بحب ؟!
رحمها الله تعالي وجعل أيامها في رحابه أفضل .
سنستقبل الشهر لكن بأفراح ناقصة، لقد أخذت كل شيء معها، يكفي أنها من جمعتنا، وبسببها كنا نلتقي يوميا أو بصفة منتظمة؟! سنة الحياة ولا نقول إلا ما يرضي الله .
عزيزي عمر خورشيد
استمعت بالصدفة لأغنية ميادة الحناوي "قولي ياللي كنت أغلى الناس عليا ".
لا اخفي عليك كنت اسمعها برفقة أمي وأنا طفلة، لم انتبه يوماً لكلماتها ربما لأن جمال اللحن هو ما كان يشتت انتباهي ..؟!
اسمعها الآن بتركيز، بنضج، ادقق في اللحن والكلمات، لأجدها تحكي قصة حب لم تكتمل ..!
تساءلت معها كل ده راح فين ؟!
وكم من قصة حب تنتهي في غمضة عين كما قالت ؟!
هل كان حب ؟!
هل كان كذب؟!
تنفي هي كل شيء وتصر انه غدر بها ؟!
قد اتفق معها وقد اشفق عليها أتعاطف معها، لكني أبداً لا أوافقها في طريقتها التي تسترضيه بها و تلومه به ..!
مابين الحب والفراق شعره تسمى كبرياء، لا يمكن أن يتخطاه أي أحداً، مهما كانت مكانته .. فلا تراهنوا على وجود احد ..!
لأنه عندما يقرر إحدانا الرحيل نقدم على هذه الخطوة دون تردد أو لحظة ندم واحدة ؟!
لا اخفي عليك لم أتعاطف معها وأنا أنصت لكلمات الأغنية رغم يقيني أنها مجرد أغنية .. !!
أوقن أن الفن ما هو إلا مرآة للواقع، حتما هناك أبطال لقصة الأغنية استلهمها الشاعر منها ..!!
بكل الأحوال يظل الحب هو هذا المخلوق الهلامي الذي نمسكه تارة بأيدينا نقترب منه وننهل من بحاره العذبة .. نظن أننا ملكنا الكون ليفاجئنا بالهروب والتسلل من بين أصابعنا ..!!
وهكذا سنظل ندور في دائرة البحث .. نركض خلفه ويفر منا ..
وسنظل هكذا .. طالما هناك قلوباً ما زالت تدق وتنبض ..
عزيزي عمر خورشيد
كن بخير لأكتب لك مجددا
أمل زيادة