أنا ندا ،، بكلمكم من المستقبل القريب ،، أنا بنت وحيدة، في المستقبل في قوانين محددة لازم نمشي عليها . مثلا مسموح لنا بإنجاب طفل واحد بس لان مواردنا من الأكل والشرب محددة وهي اللي بتتحكم في كل حياتنا .. الحياة منتظمة وهادية مفيش جرايم مفيش حروب .. اجتمع علماء الكون وكونوا مجلس هو اللي بيحكم العالم .. الحياة مستقرة وبنحافظ على المساحات الخضرا على أد ما نقدر علشان نحافظ على استقرار الكون واستمرار البشرية بدون تدخل صناعي .
الحياة الهادية دي ساعدتنا على إطلاق العنان لخيالنا فمساحة الحرية اكبر والإبداع اكبر .. اخترع العلماء بوابة ترفهيه اسمها البوابة البلاتنيه .. بوابة ممكن منها تسافر للمستقبل أو ترجع للماضي أو تسافر للكواكب التانية بمنتهى السهولة .. عن طريق شريحة زجاجية بتتشحن بالطاقة الشمسية على اد المسافة اللي هتسافرها لو خلصت قبل ما ترجع مكانك بتفضل محبوس في المكان اللي رحته . علشان كده لازم نحافظ عليها جدا طول مدة الرحلة . ونراقب نسبة شحنها . كمان متاح لينا اننا نقابل نسخ منا في الماضي والمستقبل. التجربة دي عليها اقبال ضخم من مجتمع الشباب هنا . الكل متشوق يعرف نسختة الكلاسيكية والنسخة القافزة بالزمن .. انا كمان حبيت التجربة جدا . علشان كده
اخترت إني أسافر للماضي عندي فضول اعرف الناس دي كانت عايشة أزاي من غير تخاطر ذهني من غير ما يشغلوا حواسهم المهملة زي تحريك الأشياء عن بعد أو معرفة أنت بتفكر في أيه او مراقبة الأخلاق والنظام .. أزاي عايشين وانتوا متعرفوش داخالياتكم كده . أزاي مش عارفين الناس بتفكر في أيه أكيد معدل الجريمة عندكم كان عالي. احنا عندنا شريحة بتتزرع جوانا عن طريق الحقن . الشريحة دي بتحفز جوانا الحواس المعطلة اللي في مقدمة رؤؤسنا . واللي الانسان العادي عايش بيها ومش بيستخدمها . الشريحة دي عند كل الناس والعلماء توصلوا ليها علشان محتاجين فنانين من كل مجال عارفين إن اللي عنده موهبة أيا كانت هي أيه . مستحيل يكون شرير.. كل همه ينمي موهبته ويشتغل عليها يعرف احدث التقنيات علشان يطورها .. تخيل تكون طول عمرك شغال في مجال بتحبه .. كل همك انك تكبر وتتطور اكتر واكتر وتسابق اللي زيك في المجال وتراقبهم بيطوروا نفسهم ازاي .. تقدروا تقولوا صراع عقول .. بس للفايدة للخير للناس للعالم .
رجعت لسنة 1990
لقيت ناس ماشية في الشارع مهمومة مش عارفة ليه الشوارع مكسره ودوشه والشارع فيه قضبان مترو، عدى أدامي مترو وقفت اتفرج عليه الحاجات دي مش بنسمع عنها غير في الافلام الوثائقية .. من غير صور حتى .
حسيت اد ايه فيه جمال وبساطة .. البساطة انك تكون وسط ناس متعرفهاش . وقف في إشارة تقاطع طرق .
انتهزتها فرصة وركبته ..وقفت اتفرج عليه ، كراسيه عريضة لونها احمر .. العربية من جوه عريضة نضيفة الكراسي مريحه جدا .. مفيش ناس كتيره جواه ..
جالي واحد معاه ورق صغير بيقولي تذكره
بصيت له وقولت له تذكره
أداني ورقه صغيرة اخدتها منه ورايحة اقعد راح قالي
استني فين الفلوس؟
قولت : فلوس ؟! مش معايا
نفخ بضيق كده وقالي : روحي اقعدي روحي ومشي وسابني
خفت منه لأنه كان مضايق بس تصرفه بيقول انه عكس كده..
قعدت جنب الشباك أتفرج على الشارع واللي فيه.
الشارع فاضي نوعا ما
فيه أتوبيسات كبيرة لونها ابيض وفي لونها احمر مكتوب عليها من الجنب رقم ومكان الوصول ومكان البداية .
مليان ناس كتير اووي واقفين على البوابات من بره .. افتكرت عالمنا اللي كله هدوء وشجر حتى ريحة الهوا مختلفة وانضف ..
سمعت صوت واحده بتصرخ بعد ما عدى من جنبها دراجة بخارية واللي عليها خطف شنطتها .. مخبيش عليكم اتخضيت، قلبي كان هيقف قررت إني ارجع في لحظة ودوست على زرار في اول الشريحة بسرعة ،خوفت حد يعدي جنبي يسرقني زيها.. كان نفسي اقعد اكتر أتمشى اكتر في شوارع الماضي أشوف كانوا بيتفرجوا على أيه بيسمعوا أيه .. الحاجات دي جودتها قلت ومبقاش في اجهزة تشغلهم . كان نفسي ازور مكتباتهم اشوف جرايدهم بس خفت اتسرق .
وانا بدوس على الجهاز اللي معايا شفت الست اللي كانت بتصرخ طلعت أنا خفت اكتر وقررت ارجع بسرعة اتنقل لي خوفها . قابلت نسختي من الماضي بشكل خاطف ومخيف. رجعت لمكاني و حسيت بالأمان وقررت إني مرجعش لورا تاني الا لو كنت مجهزه ومستعده ، كتب التاريخ بتقول إن حصل حاجات كتيرة مش هيتقبلها حد عاش في الأمان بتاعنا .. علشان كده قررت إني أأجلها لمرة وحدها أكون جاهزة أكتر للرحلة المتعبة دي.
انتهزت فرصة أن لسه عندي وقت متاح في شريحتي الخاصة بالسفر وقررت السفر لكوكب الزهرة ..
غمضت عيني بعد لحظة لقيتني هناك
الجو حر شوية مش زي جونا بس يحتمل، مشيت لقيت شوارعه كلها طرق في نص الجبال والصحرا ورغم كده مليانه زرع وشجر كبير على الجانبين .. ظهر من تحت الأرض فجأة حياة .
ناس شبهنا ماشية في طريقها بتمارس حياتها وكأني مش موجودة بينهم ، ناس بتبيع بضائع في عربات تشبه التلاجات . وناس بتتمشى مع اسرها وناس بتاكل وناس بتشتغل . بترسم، بتغني ، بتزرع.
فجأة سمعت صوت انفجار عالي جدا فزعني ببص حواليا لقيت الناس كلها اختفت وأنا بس اللي موجودة . استغربت ازاي اختفوا كده بسرعة..!
مستحيل يكون بيتهيألي.
مالحقتش اتعجب اكتر ، فوجئت بسرب كبير من الطيور ، ضخمة نسور عملاقة .. جريت منهم وأنا بحتمي بالشجر كان هوا جناحاتهم بس بيطير الشجر بيدمره .. فكرت ارجع لزمني لكني لقيت واحده ظهرت من العدم بتناديني وبتقولي تعالي هنا معرفش جت منين ولا كانت فين أصلا
جريت ناحيتها حضنتني وفجأة اختفى كل حاجة صوت النسور والعاصفة اللي عاملاها اجنحتهم ..
بقول للست أحنا فين؟ أيه حصل ؟
الست قالت لي بطيبة
علماء كوكبنا اخترعوا لنا لقاح برنامج محاكاة وحقننونا بيه علشان كل ما يحصل هجوم علينا ناخد شكل المكان ونهرب من هجمات النسور العملاقة .
النسور العملاقة اتوجدوا نتيجة خطأ طبي معملي بقت بالشكل ده والشراسة دي .. وبتزيد أعدادها بسرعة جدا .
واضح انك ماخدتيش اللقاح
قولت لها أنا مش من هنا
شكرا لأنك انقذتي حياتي لولا انك اخدتيني في حضنك كان زماني ضحية النسور دي ..
قالت لي : ارجعي مكان ما جيتي أو خدي اللقاح .
لسه عندنا مخزون منه ،، بس علشان توصلي للمبنى اللي فيه اللقاح لازم تعدي من وكر النسور وده مستحيل.
الحل إننا ندورلك على حد يجيبلك اللقاح وأنتي تفضلي معايا
قولت لها :هينفع ،، هنلاقي حد يعمل كده
آه يا بنتي الدنيا لسه بخير
أحنا عايزين نعمر كوكبنا بالخير بالحب
عايزين نقضي على الشر
زي ما قضينا على الأمراض والحروب.
مين هيوافق يعمل المهمة دي ؟
سمعت صوت من وريا مش غريب عليا بيقول أنا ممكن اعملها
ببص ورايا
لقيت نسختي المستقبلية هي اللي بتتكلم !!
استغربت شوية .. لقتها قربت مني والست الطيبة بتبصلنا هي كمان وهي مزهولة
انا بس اللي فهمت ا ندي انا بس في المستقبل..
مشيت مع نسختي في شوارع كتيير زي الانفاق في الجبال محتمين بالصخور من هجمات النسور اللي كل شوية تهجم عليا وتنقذني الانا
لحد ما وصلنا لمكان زي المتاهه مكشوف
الانا قالت لي لحد هنا ومش هتقدري تيجي معايا
استني هنا وانا هروح
وجريت واختفت عن نظري مستخدمة تقنية المحاكاة
وفجأة سمعت صوت انفجارات كتييره جدا متتالية وصوت صراخ عالي جدا قلبي كان هيقف من الفزع
ببص ادامي لقيت النسور الضخمة ماسكة حاجة في فكها وبتاكلها والدم مغرق المكان
لسه بخرج الشريحة بايد بتترعش علشان ارجع مكاني
لقيت شحنها خلص والنسور بتهجم عليا ..
أمل زيادة