مدحتُ الموجَ
ما ملكَ الفؤادُ
من الهشاشةِ
والحنين...
ويصلبني
عناد الموج
حين يحاربُ
المجهولْ...
فلا الأسوار
تردعهُ
ولا المحتلّ...
ولا يهتمُّ بالماضي
ولا يخشى غدي...
عيناهُ لا تريانِ
غيرَ غمامةٍ
وقفتْ
على أسوارِ عكا...
ولا يشتاقُ
إلا للهواء
الأرجوانيّ
الذي صقلَ
الأباريقَ العتيقةَ
في كهوف
الذكريات...
هو ابنُ السّاحلِ
السّوريّ
هو صقرُ
بادية النّدى
هو الثورُ الحكيمُ
وحاملُ الحجرِ
المقدّسِ
قبلَ أن يغدو
رصاصاً أو يماما...
مدحتُ الموجَ
ما ملكت يدايَ
من الأسى
والذكريات...
***
على كتِفِ الوجودِ
رفعتُ حلمي...
وقفتُ أشاهدُ
التاريخَ
يمضي عائداً
ويُعيدنا
نحو البدايةِ
قبل غزوِ الليلِ
أسواري...
وقبل نزوحِ
أغنيتي
وقبلَ بوارج
الإسبانِ
في ميناءِ
كولمبوس...
وقبلَ قدومِ
نابليونَ
نحو الشرقْ...
وقبل خروجنا
من كهفِ شقبا
كي نرى
ضوء المدينةِ
ساطعاً
***
تكسّرَ فيَّ
أمسي
مثل مِرآةٍ
وأزهرَ
فيَّ فجرٌ
أغلقَ الأبوابَ
في وجه
الضّبابْ...
وخيمةُ خيبتي
صارت ركاماً
في شظايانا
وذاكَ الحلمُ
أينعَ في رماد النّوحِ
وانقلبَ الدخانُ
إلى حرير الدفءِ
يكسو
كلّ مَن غرقوا
بنارِ الهجرةِ
الأولى
وعدنا
نرفع الآمالَ
ألحانا
وتعزفنا
على وتر السعادة
[عائدينَ...
وعائدين ...
وعائدين...]
***
ألا يا أيها
الحرُّ الطليقُ
بكلِّ ما أوتيتَ
من غضبٍ
بقلبِ العاشق
المشتاقِ
أشعلْ
نارَ أجنحتي
وطِرْ علماً
ولملم
من شتاتِ الأرضِ
ألحاني
ودوّنها
على جدرانِ
ملحمتي
على ألواحِ
هوميروس ...
وعمّدْها
بماء قداسةِ
الأبديّ
فهذا الحرفُ
لا يفنى
ولا تصطادهُ
الخيباتْ
فهذي عودة
صغرى
ومنها قادِمُ
الآياتْ