يمرر يده ببطء فوق ندوبي، تتسع الفجوة بيننا، يتعمق وجد ويزيد وجيب الألم، يقتلع من الروح شيئا فيّ_كان يوما حلوا_ وينبت مرا، أنظر نحوه، في عينيه يسكن بعضي، والبعض الآخر تائه لا يدري كيف يعود... تأكلني الحسرة، يسألني
هل عدتي؟
أسأله: من أين؟
لا أحد يجيب، أغرق في وحل العزلة، أتنفس وحشةبين جموع البشر الحانق، يده العملاقة تهدم صرحا وتفتح جرحا، أسقط من علّ، تتفتت روحي، تمتد أياد تنهش شيئا كان تبقى، أنظر في تلك الوجوه الملعونة فأراني، أغمض عيني، أهرب نحو المرآة أبحث عني، أرى وجوها لا تحمل ملامحي، كلها وجوه تقطر يأسا، تقطر حزنا، تقطر شيئا آخر يزعجني... يقتلني، لا أقوى على الحركة، يخرج صوتي مثل أزيز القِدْر المغلي، ألعن بعضي، ألملم دمعا ضل طريقا نحو العين فسال بأوردتي، غسل تلك الخطيئة ... ثم مضي.