أخبرته أنى أحب الياسمين
...ومر يوم ..ثم شهر...ثم عام
وظننت أن مشاعرى لم تلق منه الإهتمام
فحملت بين ضلوعى طوق الياسمين ..
وغزلت من زهراته ريش الحمام..
حلقت بين غيوم روحى المتعبة
أحلم به يهديني حبا أو هيام
وبعد عام
عاد الهمام
لكنه لم يهدني طوقا بلون الياسمين
وبكيت رغم حرارة الدمعات
ورغم مرارة الشكوى
وقهر الإنكسار
ورغم الإنهيار
أخبرته أني بخير
وبأن كل هموم قلبي قد أحيلت لابتسام
ثم غادر في سلام
وغادرت معه الأماني
وكل أسراب الحمام
وترسبت في القلب ذكري أوجعت
ما بقي من ود معتق فاستحال إلى حطام
خاصمته ..... ووضعت فوق القلب أقفال التخلي
أتراه أوجعه الخصام
أتراه حن إلي حديث أو كلام
أتراه رقت في مدامعه دموع الإشتياق
أتراه أمسك بالقلم ليبثني بعض الألام
أقفلت باب الأمنيات لعلني
أنسى الذي أقترفته في الحب يداي من الآثام
وودت لو من قلبي قد حلت قيود مودته
فيطيعني جفني فأهدأ أو أنام
لكن شراييني اللواتي خذلنني أشربنه
ويداي تلك العاصيات على الجبين كتبنه
وعيوني ظلت في الليالي الباكيات
تهدهد الامل الذي منّاها أن سيرونه
شفتاي ما عادت لتنطق غير باسمه
ذاك الذي بجدار قلبي قد نقشت حروفه
وبعد أن مل الفؤاد الإنتظار
لاحت له في الأفق بسمته الحزينة
ترجو السماح و الاغتفار
وأتاني يحمل بين يديه باقات
من زهر أيامي ومن عطر معتق
وبعضا من أمانيّ الصغار
وتبسم الثغر الذي كم حارني
أيقول عفوك يا حياتي أو يقدم الاعتذار!
أقبل علي بخطوة موزونة
لا تخشى في الحق التعثر
أو تنوي من بوح فرار
وبصوت أحلامي اللواتي حملنه
أهدى إلي قصيدة
كتبت بضوء الشمس في وضح النهار
ويقول عفوك يا أميرة
هل لي بتعديل المسار
أحضرت طوقا من حنيني
مزين بالياسمين
معفر بالإنتظار