العالم من حولي لا يكف عن الضجيج، حتى في ساعات وحدتي الطويلة يلفني الصخب من كل مكان، كنت من قبل اسمع صوت تدفقك بين أوردتي، تصنع من دقات قلبي سيمفونية... نغماتها حروف اسمك، الآن .. أجلس في زاوية مظلمة من روحي، ألفُّ ساقاي المنثنيتين بذراعين واهنتين، أضمهما إلى صدري، أقبض بهما على قلبي المنتفض كطائر مذبوح يرقص رقصته الأخيرة، يشق خفق أجنحته فضاء زماني الغافي، تنفذ أناته إلى عقارب الساعة العتيقة الرابضة على جدران الروح، أنفث فيها فتستيقظ، تخرج مع زفراتي آخر نبضاتي، يخطو عقرب الثواني خطوته الأولى، تتبعه الثانية فالثالثة، ينتبه عقرب الدقائق فيستعد، استيقظ الزمن من ثباته العميق منذ لحظة أن التقينا، لحظة أن وهب لقلبي الحياة ثم سكنه.
اليوم... يرحل عني الوهم ... فتمضي الساعات وتمر الأيام، ولا يبقى إلا صخب حزين... وواقع يفتقده.
٢٣يونيو ٢٠٢٣