هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • نحنُ طيورُ الأقصى
  • جريمتهم أفظع
  • أهلكني طبعُها
  • ما معضلتنا في الأصل ؟
  • قطر الندى..
  • عندما تدور الدوائر 
  • قتل البراءة
  • صرخة عُراة
  • جريمة الحكمة - الجزء الخامس
  • رواية الهودو - الفصل الثاني عشر
  • رواية الهودو - الفصل الحادي عشر
  • المساعي الخاسره..
  • كيف سنحيا بعد كل هذا ؟!
  • ماذا لو كنت رجلا !
  • ولن تنطلي الدّسيسة!
  • نواح الحلزون
  • من أجل غزّة ... "الإحساس الاصطناعي" !
  • فقدت أهلها!
  • ضرورة تجريد الخطاب الدعوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة 
  • هنا غزة ٣
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أمل منشاوي
  5. "نون النسوة" ق. ق
_حازم... أنت تلعب معي دائما لعبة عض الأصابع!
كنت أحملق في ملامحه الجادة دائما مذ عرفته، كانت نظرتي منكسرة وحزينة، تعبث أناملي بالحلقة المعدنية المثبتة بطرف الشريط المتدلي من فتحة عنق فستاني الأزرق، لم يلتفت إلي، ظل يتأمل الأوراق التي بيديه، سأل بطريقة روتينية
_ وماهي لعبة عض الأصابع تلك؟
صمتُ هنيهة متمنية أن ينتبه إلي، قلت بعد يأس
_عندما كنا صغارا، إذا تشاجرنا يعض كل واحد منا يد الآخر، والأكثر ألما هو من يستسلم.
_ومن كان يستسلم؟
_لم أكن انا بالطبع.
قلت باعتزاز، نظر إلي وابتسم ثم عاد يحملق في أوراقه، أكملت بخجل:
_ كانت أسناني قوية، لم يحتمل أحد عضتي.
_ والآن؟!
_الآن... أنت تغلبني يا حازم.
قلت باستسلام، زفرت هواء يائسا من جوفي ونظرت نحو قرص الشمس الغارب خلف الأشجار، هجرتْ عيناه الأوراق وسكنت بين ملامحي، قال يريد أن يتأكد من شيء
_لماذا أغلبك! هل ضعفت أسنانك؟
_لا... بل قلبي.
قلتها وأنا أنظر في عينيه أبحث فيهما عن صورتي، ترك الأوراق وطوقني بذراعه الفتي، توسدتْ رأسي صدره وأغمضتُ عيني، كنت كمهاجر في صحراء وجد شجرة فاستراح في ظلها، طبع قبلة أبوية على جبيني، قال وهو يراقب انسحاب الشمس إلى مغيب مجهول
_أتعلمين... هذه الشمس تستمد وهجها من وجنتيك!
ابتسمت، ازداد توهج وجناتي، طوقت خصره بذراعيّ ودفنت رأسي في صدره، ضمني بشده، تداخلت ضلوعنا وامتزجت، كنا حينها كيانا واحدا، يشهد البساط الأخضر الذي افترشناه طوال سنوات مضت على حبنا.
لماذا يعاند كل منا الآخر يا حازم؟ مضت سنواتنا الأخيرة بين هجر ونسيان ثم اشتياق وعودة، كنت دائما أرفع الراية البيضاء...ثم تهجر وأعودة... تهجر وأعودة... ثم هجرت...ولكن بلا عودة... لم تعد تصل إلي منك رسائل مذيلة باسمك، هل فقدت عنوان بريدي؟ أم أنك فقدت الأوراق؟
أنا فقدت كل شيء يا حازم إلا عينيك!...
طرقات خفيفة على باب الحجرة أعادتني للواقع، دخل موظف يحمل أوراقا تحتاج إلى توقيع، يتبعه عم سالم عامل البوفيه يحمل قهوتي الصباحية، ترتعش يدا عم سالم دائما فتندلق القهوة قبل أن يستقر الفنجان على المكتب، لم أشربها أبدا "بوش" منذ أن صرت رئيسة للقسم، اليوم... اندلق الفنجان كاملا، انساب على سطح المكتب، سقطت قطرات منه على ثوبي... تماما مثل ذلك اليوم، لكنني الآن لم أعد أهتم... فثيابي بلون القهوة المهرقة، قبل أن أغضب قال عم سالم بصوته الحنون والمرتبك من الخوف و الخجل "دلق القهوة خير، سأصنع لك فنجانا آخر" لم أتكلم، أخذت منديلا ونظفت ثوبي، راقبت عيناي يد عم سالم المرتعشة وهو يمسح زجاج المكتب بفوطته الصفراء، ترتعش يداه كارتعاشة قلبي لحظة أن أطاحت يدك بالفنجان عندما احتدم النقاش بيننا
_سأقبل يا حازم.
قلتها بحزم ثم غادرت المكان، لم أكن أنا المذنبة يا حازم
_ هذه فرصتي ولن اتركها.
_ليس حقك ياهند
_لماذا اختاروني إذا؟
_هذا ما يحيرني
_لست مقتنعا بقدرتي!
_ترتيبك الثاني على الدفعة، لماذا تجاوزوا الأول وعينوك أنت معيدة؟
_لنا حقوق مثلكم، لم ندرس كي نُحبس بين جدران البيوت نهدهد الصغار!
أعمل كثيرا، محاضرات هنا وهناك، أحضر ندوات ولقاءات ثم أعود إلى البيت، أخلع منصبي وشهادات التقدير وأرتدي ثوب امرأة فاتها قطار الزواج، أجلس مع أمي أمام التلفاز، تقلب قنواته وأقلب الأفكار في رأسي، قالت فجأة: غدا خطبة "نييرة" ابنة أختك، صفعني الخبر، نظرت إلى الرزنامة المعلقة على الحائط... عشرون عاما مضت، كانت في الخامسة عندما أسقطت كأس الشربات ولطخت فستاني يوم خطبتنا، هل تذكر يا حازم؟ كانت تحبك مثلي، وتغار عليك مني، كنت تحملها وتقبلها أمامي وأنا أشتعل غيظا، وأنت تضحك وتضحك وتضحك، تقول وصورتي ترقص في عينيك مختالة "أحب جنونك".
ابتسمت بأسى، انعكست صورتي على سطح الصينية اللامع القابعة أمامي تحمل فناجين القهوة، مررت يدي على الشعرات البيض اللاتي برزن فجأة
_ كيف لم أنتبه!
قلت في نفسي بارتباك، هاتفت مصففة الشعر
_أريد موعدا اليوم... لا لا ليس الآن... نعم في المساء.
وضعت الهاتف، تقلب أمي بين القنوات بلا هدف كأنما تُبدِّد حزنا ثقل عليها حمله، دق هاتفي، كانت "نهاد" تلميذتي النجيبة، أسجلها على الهاتف " عِناد"، تحارب من أجل حلمها، يتهدج صوتها من البكاء، هالني ما بها
_لماذا تبكين؟
_ يخيرني بينه وبين العمل؟
_وماذا اخترت؟
قلت بلهجة جادة محرضة
_لا أعلم... انا حائرة
قلت بخبث
_لماذا يضع نفسه في مقارنة دائما مع كل أحلامك، هل أنت واثقة من حبه؟
لم تجب، استرقتُ نظرة على وجه أمي الغاضب، ارتبكتُ قليلا لكن لم أتراجع، أنهيت المكالمة وأغلقت الهاتف، أغلقت أمي كذلك التلفاز واختفت في حجرتها وهي تحوقل بأسى،
بقيت وحيدة مع أفكاري، اناجيك من جديد، أعاتبك بأسف" لماذا لم تمنعني يا حازم؟! "
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
3↑8الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑1الكاتبمدونة حسن غريب
5↑4الكاتبمدونة آيه الغمري
6↓-3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-3الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑2الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑3الكاتبمدونة شادي الربابعة
10↓-2الكاتبمدونة هند حمدي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑57الكاتبمدونة نسمه تليمة123
2↑56الكاتبمدونة شيماء عصام74
3↑53الكاتبمدونة ابتسام محمد72
4↑44الكاتبمدونة كيندا فائز52
5↑43الكاتبمدونة محاسن علي98
6↑36الكاتبمدونة آيات القاضي95
7↑35الكاتبمدونة آيه ابو زهرة79
8↑33الكاتبمدونة هبة سامي66
9↑23الكاتبمدونة محمد جاد61
10↑17الكاتبمدونة مروة كرم99
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1050
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب678
4الكاتبمدونة ياسر سلمي640
5الكاتبمدونة مريم توركان567
6الكاتبمدونة اشرف الكرم555
7الكاتبمدونة آيه الغمري481
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني416
9الكاتبمدونة سمير حماد 397
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين396

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب322408
2الكاتبمدونة نهلة حمودة175812
3الكاتبمدونة ياسر سلمي171407
4الكاتبمدونة زينب حمدي166057
5الكاتبمدونة اشرف الكرم123689
6الكاتبمدونة مني امين114965
7الكاتبمدونة سمير حماد 103070
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94149
9الكاتبمدونة مني العقدة91839
10الكاتبمدونة مها العطار85421

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
2الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
3الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08
4الكاتبمدونة عبير محمد2025-04-08
5الكاتبمدونة نورا شوقي2025-04-07
6الكاتبمدونة عبير بسيوني2025-03-31
7الكاتبمدونة شيماء الجمل2025-03-29
8الكاتبمدونة منى أحمد2025-03-27
9الكاتبمدونة خليل السيد2025-03-12
10الكاتبمدونة هبة محمد2025-02-10

المتواجدون حالياً

6378 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع