يا شهر مارس ...
أما روتك دموعي!
أو ما كفاك عظيم ما أبكاني!
الليل بات على عيوني باكيا
فتقرّحت من دمعه أجفاني
سالت على خدي دموع حنينه
ترجو لقاء حبيب قد جافاني
كنا هنا بالأمس نلهو كصحبة
واليوم يبكي لهونا أقراني
مرت بنا الأيام تجري حلوة
ما كدّرتها مرارة الأحزان
حتى إذا ما ازّينت لنا دنية
وأدت سعادتنا يد الأزمان
كنا كخمسة أصابع في كفة
تحنو على من لم يسعه حنان
إبهامها خلَفَ الوعود وأسرع
يرجو الوصول لجنة الرحمن
عشرون عاما بل تزيد ثلاثة
وأنا أعاني وإخوتي التيهان
حتى أتانا مارس بكآبته
يحمل لنا ما بقي من خذلان
نحو الإله تسارعت سبابته
يشكو إلي إبهامه الحرمان
قد ضمهم قبر فجمّع شملهم
وتعانقا في روضة وجنان
وأنا الوسيطة هاهنا أبكيهم
من فرط وجعي قد بكاني مكاني
تركونا لا ندري السبيل لضمة
تجمع قلوبا في الشتات تعاني
حُمِّلْتُ حزنا قد أنوء بحمله
لولا قليل الصبر والإيمان
لكنني بين الهنيهة وأختها
أرنو إلى ذكرى تشق جناني
فيسيل دمعي عنوة من أجفني
كالنهر حين يفيض بالجريان
والنوم سلطان يضم لملكه
كل العيون أما أنا فنساني
أرجوه أن يأتي فألقى طيفهم
من بعد ما ضمتهم أحضاني
ما كنت أعلم إذ أتاني حبيبي
في حلة يزهو كبدر ثاني
أن الرحيل أتاه يجري على عجل
سيعود قد حاطت به الأكفان
يالهف قلبي كيف هان لقلبهم
حثو التراب على الحبيب الحاني
رحماك ربي هل تهون جرحنا
من لي سواك يطيّب الوجدان