عدت من عملى بعد يوم شاق ....اشتاق إلى سريرى أشد الاشتياق ...
عانيت اليوم أشد العناء ...وأصابنى الارهاق والاعياء
وضعت امى لنا الطعام ...وصممت ان آكل ثم انام
فتناولته معها على مضد ..فالنوم كان لى أحب وأفيد
دخلت الى حجرتى استجدى النوم ...كى استريح من عناء اليوم
وما أن وضعت رأسى على الوسادة ....حتى دق جرس الباب كالعادة
وكانت خلفه حياة القلوب ..... جارتنا.. وفى ودها أمى تذوب
جلساتها تمتاز بالمرح ...وتملأ يوم أمى بالسعادة والفرح
ورغم أن حديثها لا يخلومن النميمة ... كانت امي عليها صابرة وحليمة
تنقل لها الاخبار من كل مكان ...... ولا يعص عليها أى خبر كان
سمعت صوتها من خلف الباب ...تكيل لامى اللوم والعتاب.
قالت كأن صاحبة المناسبة... ولها الحق في التقريع والمطالبة
لماذا لم تذهبي لجارتنا وفاء .. فتباركي زفاف ابنتها الحسناء
ما كان ينبغى لك الاعتذار ..فما حدث يستحق عناء المشوار
وراحت تقص عليها الحكاية.... ..فهي حضرتها من البداية للنهاية
رشفت رشفة من فنجان القهوة ....... و قضمة من شطيرة حلوة
وقالت بصوت خفيض عتوب ... زُفّت بالامس تلك الفتاة اللعوب
تعلمين أن عريسها سمسار...و ثروته ملايين ومليار
حجز قاعة فى فندق كبير ... ودعا الى الحفل الصغير قبل الكبير
وكانت القاعة مليئة بالشباب ..من ابناء الاهل والجيران والاصحاب
وفتيات من كل صنف ولون ...يتمايلن بدلال وخفة ومجون
وما أن بدأ الحفل والغناء ..حتى تراقص الجميع بلا حياء
وكانت العروس شديدة اللين ...فأحيت الحفل واسعدت الحاضرين
أما العريس فكان رجل سمين ..لم يستطع التمايل كما الاخرين
وكان فى الحفل شاب همام ...يجيد الرقص على مزمار عبد السلام
فأمسكت بيديه العروس ....وتمايلا معا فى تناغم مدروس
والجميع واقفون بانبهار ...وقد اعجبهم توارد الافكار
والعريس المسكين اكلته الحيرة...فماذا يصنع مع عروسه المثيرة.
فرقصها قد تخطى حدود الأدب... وليس من وقت للوم أو عتب.
فهداه فكره أن يثأر لنفسه ...ويلقنها درسا ابدا لن تنسه
فغادر الحفل غاضبا مستاءا ...وقال فليصحبها هو الى بيته ان شاء
فإنى اريد زوجة مخلصة ..وليست لى حاجة براقصة
وفشلت كل محاولات ارجاعه ...وفضّل كرامته رغم اوجاعه
وسقطت العروس مغشيا عليها ...بعد ان خربت بيتها بيديها
وعاد الاهل وقد اصابهم العار ...يتوارون عن العيون والانظار
فجنوا بحسرة ثمار تراخيهم ...واهمالهم فى تربية بنيهم.
#امل
٦/ ١٢/ ٢٠١٨