هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • جريمتهم أفظع
  • أهلكني طبعُها
  • ما معضلتنا في الأصل ؟
  • قطر الندى..
  • عندما تدور الدوائر 
  • قتل البراءة
  • صرخة عُراة
  • جريمة الحكمة - الجزء الخامس
  • رواية الهودو - الفصل الثاني عشر
  • رواية الهودو - الفصل الحادي عشر
  • المساعي الخاسره..
  • كيف سنحيا بعد كل هذا ؟!
  • ماذا لو كنت رجلا !
  • ولن تنطلي الدّسيسة!
  • نواح الحلزون
  • من أجل غزّة ... "الإحساس الاصطناعي" !
  • فقدت أهلها!
  • ضرورة تجريد الخطاب الدعوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة 
  • هنا غزة ٣
  • إحتواء الشباب استمرار لنا
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أمل منشاوي
  5. ليالي العزاء

أما بعد....
انتهت المراسم على خير... انتهت كما أردتَ وخططتَ لها، الليلة هي الليلة الثالثة... أقمتُ لك سرادقا كبيرا يتسع لأكثر من خمسمائة شخص، كان مضاءً بالثريات الكبيرة والكشافات الساطعة، أحضرتُ لك ثلاثة من المقرئين ذائعي السيط في بلادنا، تلوا آيات من الذكر الحكيم بأصوات عذبة شجية أحيت في القلوب إيمانا كاد يندفن تحت ركام زحام الحياة، وقفتُ في أول الصف كما أردتَ وأخذتُ العزاء ... وقفتُ مرفوع الرأس، رابط الجأش، أنظر بعينين لا ترى في الوجوه غير وجهك، ولا تسمع في هذا الصخب اللا متناهي غير صوتك، عيناي رغم ذبولهما كانتا لامعتين... غارقتين في بحيرتين صغيرتين من الماء المالح الملتهب، بحيرتان تأبيان عليّ أن تجفا أو تسيلا فينطفئ اللهيب المشتعل في محجري، يتحرك بؤبؤهما في كل مكان يبحث عن موضع وقوفك بين الناس... لكن السيل الجارف من صنوف البشر المقبلين عليك قد ابتلعك فلم أصل إليك.
أشعر أنك هناك... تقف في ركن قصي تراقب المشهد من بعيد وتهز رأسك في رضا واستحسان، نعم...كل شيء مضى كما أردت... كما أردت تماما.
رغم أن الناس في هذه النواحي يكتفون بليلة عزاء واحدة إلا أنهم توافدوا علينا يقدمون مواساتهم بقلوب خالصة...و محبة، الجميع يحبونك رغم أنهم لم يخبروك بهذا من قبل، ظلوا جامدين في وجهك، عابسين أمام توددك إليهم، كنت أواسيك حينها بقولي أن الناس ملتهون في شؤونهم فتقول..." الناس فقط يحبون الأقوياء". لكنك لم تكن ضعيفا... كنت قويا رغم هوانك في قلوب بعض الأغبياء.
في كل ليلة بعدما ينتهي المقرءون من ختمتهم وينصرف الناس... أجلس وحيدا وسط السرادق العملاق... أتأمل الثريات الضخمة المعلقة في المنتصف وأتذكرك، أعلم أنك تعشق الكريستال وما يعكسه من ألوان الطيف عندما يمر الضوء خلاله، كنت تقول لي"تأخذني هذه الألوان المتلألئة إلى عالم برّاق أحب البقاء فيه". أنا أيضا... تعلمت منك كيف أصنع لنفسي خيالي الخاص وأبقى فيه، لكنه خيال ليس فيه سواك.
أراقب أطفال القرية في آخر الليل يلعبون تحت الضوء الساطع، أطفالك الثلاثة يشاركونهم اللعب كذلك، يتنقلون بين الكراسي الحديدية المنجدة بقماش القطيفة المطعم بالجلد، السرادق الفارغ أمامهم أصبح ساحة هائلة لممارسة شغبهم وطيشهم اللا محدود، يقفزون هنا وهناك وهم يضحكون، ضحك بريء... يجمع بين السذاجة والتوجس، في عيونهم نظرة حزينة متسائلة... ماذا حدث؟ ...لماذا نحن هنا؟...لماذا تختلف هذه الليالي عن ليالينا العادية؟... هذه الليالي لها رائحة مختلفة ومذاق مربك... لها عبق رطب وبارد تقشعر له أجسادهم الصغيرة... وضجيج مكتوم وكئيب يحفر في القلب نفقا مظلما ويختبئ فيه ، مذاقها مر يترك في الحلق غصة تحبس الأنفاس والكلمات... أولادك يتساءلون بين حين وآخر أين بابا؟ ... لماذا لا يشاركنا هذه الأجواء المختلفة؟ أجواء لا نستشعرها إلا وقت الاحتفالات الكبيرة، هل نحن في احتفال؟!... يتساءلون ببراءتهم المعهودة... أنا كذلك مثلهم... أتساءل... لكنه سؤال مفجوع متألم... هل نحن في احتفال؟
الليلة... أجلس في الزاوية... أراقب عمال الفراشة وهم يهدمون السرادق ويلملمون أشياءهم، يقف معهم بعض من شباب العائلة الصغار، أتأملهم باهتمام... تأخذني الأفكار في كل اتجاه، أتحرر من قيد اللحظة المثقلة بالحزن، أتذكر حالهم في الصبا بوجوههم المعفرة وثيابهم الممزقة، اذكر تعليقاتك الساخرة على بعضهم أبتسم... اجدني بغير إرادة أسرد عليك أحداث الليالي الثلاثة الماضية التي لم تشاركنيها، تقفز النكات والمواقف الساخرة في رأسي فأضحك، تذكرت لحظة كنت أنتظرها منذ أمد... تسارعت دقات قلبي متعجلة كي أحكي لك ما حدث فيها، قلت بمرح... هل تذكر "وردة"؟ تلك الفتاة التي أحببتها رغم تجاهلها لي عاما كاملا، اليوم نظرت لي بعينيها الساحرتين... لحظة لن أنساها لأنني انتظرتها طويلا... كانت واقفة في شرفتها ونحن ذاهبون بك إلى...
انعقد الكلام على لساني، وعلت حلقي غصة، عاد المشهد أمامي من جديد... رأيتني أحمل فوق كتفي تابوتا خشبيا مكشوفا... يرقد بداخله جسد ملفوف بثوب أبيض معقود عند الرأس والوسط والقدمين، عيناي ذاهلتان... وقدماي تسيران ببطء... لا تدريان إلى أين هو ذاهب بنا....

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
3↑8الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑1الكاتبمدونة حسن غريب
5↑4الكاتبمدونة آيه الغمري
6↓-3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-3الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑2الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑3الكاتبمدونة شادي الربابعة
10↓-2الكاتبمدونة هند حمدي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑57الكاتبمدونة نسمه تليمة123
2↑56الكاتبمدونة شيماء عصام74
3↑53الكاتبمدونة ابتسام محمد72
4↑44الكاتبمدونة كيندا فائز52
5↑43الكاتبمدونة محاسن علي98
6↑36الكاتبمدونة آيات القاضي95
7↑35الكاتبمدونة آيه ابو زهرة79
8↑33الكاتبمدونة هبة سامي66
9↑23الكاتبمدونة محمد جاد61
10↑17الكاتبمدونة مروة كرم99
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1050
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب678
4الكاتبمدونة ياسر سلمي640
5الكاتبمدونة مريم توركان567
6الكاتبمدونة اشرف الكرم555
7الكاتبمدونة آيه الغمري481
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني416
9الكاتبمدونة سمير حماد 397
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين395

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب322382
2الكاتبمدونة نهلة حمودة175790
3الكاتبمدونة ياسر سلمي171377
4الكاتبمدونة زينب حمدي166055
5الكاتبمدونة اشرف الكرم123678
6الكاتبمدونة مني امين114957
7الكاتبمدونة سمير حماد 103063
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94131
9الكاتبمدونة مني العقدة91834
10الكاتبمدونة مها العطار85405

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
2الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
3الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08
4الكاتبمدونة عبير محمد2025-04-08
5الكاتبمدونة نورا شوقي2025-04-07
6الكاتبمدونة عبير بسيوني2025-03-31
7الكاتبمدونة شيماء الجمل2025-03-29
8الكاتبمدونة منى أحمد2025-03-27
9الكاتبمدونة خليل السيد2025-03-12
10الكاتبمدونة هبة محمد2025-02-10

المتواجدون حالياً

4370 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع