أيها الراقدون تحت التراب
طواني الظلام كما
يطوي رفاكم بؤس الغياب
أفرغت حمل السنين الطوال
في يوم الكرامة
وحلمي وحلم الجميع البقاء
فلم يبق منى سوى بعض ذكرى
مع الوقت يمحوها عهر البغاء
فأصبحت مثلهم ..
عارية...
تمزق ستري أيادي الغباء
أنا اليوم قد جئتكم خاوية
كليلٍ بلا حلم
كنهرٍ بلا ماء
كجندي عائد يوم الهزيمة
جريحًا ...
نزعوا عنه الثياب
ونزعوا عنه الأمل ..
وقد طالبوه بالانتماء
أنا اليوم قد لوثتني الظنون
وكنت في يوم ميلادي
طاهرة ..
كطهر البتول
ويشهد طهري
سعاف النخيل
ونهر من الحب فيه الشفاء
وكنت كما الشمس إذ أشرقت
فتقوى السواعد وتحمى الهمم
ويغسل وجه البنات الحياء
وكنت أبية كخيلٍ أصيل
لا خوف يملكني
لا حزن يهلكني
لا شيء يسلب مني النقاء
أنا اليوم أصبحت أم الكبائر
وعندي تضيع جميع المصائر
وقد أجبروني على الإنحناء
الآن قد حمّلوني الخطيئة
وصلبوني فوق الكنائس
وفوق المساجد
وفي أروقة دور القضاء
وأبنائي ضاعوا ككل السنين
فوق المشانق
وتحت المطارق
وبين قضيب مقيت لعين
وبعض اللصوص
يشيدون قصرا
ولا يعرفون كيف البناء
وبعض النواعق
يقيمون لحنا
تراهم... لا يحسنون الغناء
وبين المصائب
أسير وحيدة
وصوت الهزيمة ..
علاه البكاء