هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أمل منشاوي
  5. هذه بتلك

حمل إلي التاريخ المدون على ورقة الروزنامة المعلقة على جدار غرفتي طيف ذكرى خلت منذ خمسة عشر عاما، داهمتني وخزة خفيفة في الصدر، مررت يدي على صدري وتمتمت ببضع كلمات شعرت براحة بعدها، مر اليوم حاملا بين طياته رائحة خلاف سينشب بيني وبين زوجي كما اعتدنا في مثل هذا اليوم من كل عام، نحتفل بعيد زواجنا على طريقتنا الخاصة، قطعت عليه الطريق واستأذنته في السفر لزيارة أمي المقعدة، وافق بسهولة لم أعتدها، فعمله في السلك القضائي جعله يضع قيودا على حياتنا خاصة بعد أحداث البلاد الأخيرة بشكل يبعث فيا الخوف والقلق، لكنني اعتدت الانصياع لكل ما يراه منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه راغمة قفصه المذهب؛ فهو يعرف أكثر مني كما يقول دائما.
لم أحمل سوى حقيبة يدي رغم عزمي على المبيت عدة أيام، وصلت في المساء، الشوارع مضاءة بأعمدة الإنارة وكشافات السيارات، أثر مطر غسل الشوارع قبل وصولي
_ لم تمطر عندنا!
حدثت نفسي متعجبة، كل شيء هنا يبهرني رغم بساطته، رائحة المطر أنعشت ذكرياتي الحلوة، أطلقت العنان لخطواتي تذهب بي حيث تشاء، وجدت نفسي أمام بيتنا القديم في الحارة، دائما تتوق نفسي إلى المجيئ هنا، وقفت انظر إلى الشرفة نصف المفتوحة التي يتسلل من بين فروج خشبها ضوء باهت، خيل إلي صورة فتاة عشرينية تجمع قطع الملابس الجافة وتضع غيرها، تشير لصديقتها المارة أسفل البيت على عجل كي تصعد، تتردد صديقتها قليلا لكنها تذعن للأمر، تستقبلها بلهفة، ترى في وجهها شيئا لم يكن موجودا من قبل، تسألها بانبهار
_ سلوى، لماذا أنت جميلة اليوم أكثر من ذي قبل؟
ترفع سلوى بنصر يدها اليمنى في وجهها وعلى شفتيها ابتسامة ظفر، إطار مذهب يزين إصبعها
_ متى حدث هذا
_ أول أمس
_ كيف لم تدعوني لحضور الحفل
_ جاء الأمر فجأة
_ من المبتلى؟
_عصام
قالتها بهيام مصطنع طعن الأخرى في مقتل، حاولتْ أن تخفي أثر الطعنة بابتسامة باهتة، جذبت سؤالا التصق بحلقها من شدة الصدمة
_ كيف؟
_ كان يحبني، قال هذا لي وهو يضع خاتم الخطبة في إصبعي.
لم تجد شيئا تقوله سوى مباركة حاقدة، أرسلت نظرة خاطفة نحو المرآة المواجهة لها فلم تر سوى وجهه مطبوعا في مقلتيها، ذهبت سلوى وتركتها تنعي حبها المفقود.
لمسة مباغتة على كتفي من سيدة مسنة مرت خلفي أخرجتني من شرودي
_عمن تبحثين يا ابنتي؟
سألت السيدة مرتابة، يرتاب الناس في الأحياء الشعبية من الغرباء الذين يبدو عليهم أثر ثراء، قلت مرتبكة
_ أبحث عن بيت الأستاذ عصام المهدي... أسأل عن زوجته سلوى.
أشارت لي جهة اليمين ومضت.
على ضوء كشاف ضخم مثبت على واجهة بقالة متواضعة رأيت ثلاثة نسوة تختبئ وجوههن تحت برقع أسود، تقدمت نحوهن بخطى مترددة
_ أفيكن سلوى؟
تقدمت نحوي التي كانت في المنتصف، حدّقت في وجهي
_منى؟
_ نعم .. هي أنا.. صديقتك منى يا سلوى
عانقتها متلهفة فبادلتني عناقا باردا أطفأ حرارة الشوق في قلبي، دعتني للصعود إلى شقتها، هو البيت ذاته لم يتغير فيه شيء منذ المرة الوحيدة التي زرتها فيه بعد زواجهما، كانت تلك هي المرة الأولى التي تطأه قدماي رغم جيرتنا منذ سنين، لم يطرأ عليه سوى مزيد من القِدَم حلّ على الجدران والأثاث، ثقل أطبق على صدري فتمنيت لو عدت ولم أكمل الصعود، لكنني تبعتها صامتة، استقبلنا أبناؤها، فتاتان وثلاثة أولاد، داعبتُ الكبرى مستجلبة عطف أمها
_ أنت جميلة مثل أمك، تشبهينها في الصغر.
ضحكت الفتاة ضحكة رقيعة شاركتها فيها الأم التي ما زالت متفاجئة بهذه الزيارة، ألجمت ضحكاتهما الكلام في فمي، برودة اللقاء سيطرت على الموقف، ابتسامات مجاملة وضحكات مصطنعة حاولت أن أجعلها حميمية ولكن قابلتها ردود لاذعة، بعد فترة صمت سألت على استحياء
_كيف حال عصام؟
_ سجنته السلطة.. ضيعه الشعر و السياسة
بهتني الرد الصريح والبارد، الخالي من أي نبرة ألم، رغم ذلك ابتسمت
"ما زال يكتب" قلت في نفسي مستعيدة ماض تفلّت رغما عني، منذ أول لقاء بيننا رأيت في عينيه طيف شاعر لكنني لم أتأكد حتى أرتني سلوى في إحدى المرات مطوية منه، فتحتها ببطء، قرأتها بقلب مرتجف، نظرت إلى وجهها المتبلّد وملامحها الباردة، سألتها:
_قصيدة حب... من كتبها؟
_ عصام...كتبها فيّ
قالتها بدلال مصطنع، أكلت الغيرة قلبي فألقيت الورقة على الطاولة، بغير اهتمام
_ جميلة
_لكنني لم أفهم منها شيء
_ وماذا أفعل لجهلك؟
_ساعديني
_ كيف؟
_اكتبي لي ردا...أنت مثله .. رأساكما فارغتان إلا من الشعر والسياسة.
وافقت رغم شعوري أنه فخ، في هدأة الليل احتضنت قلمي بأنامل متشوقة، بثثته حبي، ألمي، أملي... مزقت الورقة، كتبت غيرها، بدأتها" حبيبي عصام"، ارتجف القلم في يدي، مزقتها، تناثرت الأوراق الممزقة حولي، في الصباح أخبرتها أنني طلّقت الشعر ثلاثا، رأيت في عينيها غيظا.
أعادتني من جديد لأرض الواقع، سألتني
_ كم لديك من الأولاد
_ لم أنجب
حسد خفي تسلل إليها، ما زلت أحتفظ بجمالي، لم تفعل فيّ السنون ما فعلته فيها
حدقتُ في إطار مثبت على الجدار المقابل يحوى صورة زفافهما، على اليمين منه إطار آخر بداخله صورة رجل خمسيني، لمحت في عينيه شاعري، زفرت تنهيدة آسفة فشلت في حبسها في صدري، استنكار لاح في نظراتها الحادة والمثبتة على وجهي الآسف، ارتبكت، خفضت طرفي أحاول إخفاء ما بدا فيهما من شعور حرصت على تخبئته سنوات طويلة قد مضت، باغتتني بسؤال لم أعد له جوابا
_ لماذا عدت؟
صوّبت بعده نظرة اتهام إلى عيني نفذت إلى أعماق قلبي فارتعدتُ، أكملتْ
_ هو اختارني!
دوار أصابتني للحظات، تراقصت الصور امامي، أحداث مرت بذاكرتي كشريط سينمائي، صوت زوجي الغاضب يتردد في أذني
_كان جاركم قديما، ماذا تعرفين عنه.
التهبت في صدري مشاعري المهانة، حكيت له كل شيء عن ميوله ونشاطه السياسي، تابعت بعد ذلك أخبار اعتقاله، استعدت روحي وهممت بالمغادرة، قبل خروجي من الباب التفت إلى صورته الساكنة وسط الجدار، قلت بتحد: وأنا حرمتك منه.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338992
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196249
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185000
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133750
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109783
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99702
9الكاتبمدونة مني العقدة96400
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95741

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2568 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع