لم يعد الامر مزعجا بالنسبة لي ، فقد اعتدت عليه ،ماعادت تلك النظرات تزعجني او تلك الهمسات، بل إن الاجمل أني صرت اقابل كل هذا بابتسامة بلهاء ، أتذكر تلك المرة الاولى التي انتبهت فيها إلى تلك الافعال....
هالتني نظرات من حولي ، وغمزات وهمسات رفقائي في العمل ، حتى أبي ...كان يعاملني كمعاق ذهني أو مريض نفسي ...
سمعت أحدهم ذات مرة وهو يقول : لقد سمعته ذات يوم يحكي عن حلمه بالحرية !
فقال الاخر وكأنما فتح الاول شهيته كي يدلي بدلوه في امر جلل:وأنا رأيته اول امس يسير في الطرقات متأبطا ذراع الأمل وعلى وجهه ارتسمت ابتسامة تفاؤل !!
دخلت على أمي ذات يوم فوجدتها تبكي وتنتحب ، وعندما مسحت على رأسها لأنظر ما يبكيها تلقفتني بين ذراعيها ودفنت رأسي في صدرها وامتزج كلامها ببكائها ويدها تروح وتجيء على رأسي وظهري كأنما ترقيني من عين العفريت وهي تقول :احفظه يارب من حلم لا يرضي وامل لا يجدي
وفي العمل استدعاني رئيسي كي يخبرني أنهم منحوني إجازة مدفوعة الاجر حتى أتعافى !
وعندما سألته عن نوع مرضي الذي أعانيه أخبرني اني اعاني من الهلوسة والغرابة في الافكار فمن يحلم بالعدل والمساواه ويطالب بعودة حق المظلوم .. يحتاج الى علاج مكثف
كان الامر في بادئه مخيفاولكني اعتدت عليه ففي كل صباح ، اذهب لأبتاع لنفسي الفطور والصحف اليومية
وأبتسم في وجه بائع اللبن حين يقول لي :صباح الخير أيها الغريب
فأجيبه وقد ارتسمت على وجهي ابتسامة أمل :صباح الخير أيها المواطن .......