هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة أمل منشاوي
  5. (بضعة مني) ق.ق

 

ليلة شتوية باردة والعتمة تلف المكان، الطريق خاليا إلا من بعض الكلاب الضالة وسيارتين يخيم على من فيهما حزن وكآبة، يكشف ضوء السيارة الخلفية السيارة الأخرى التي تسير أمامها، تجريان بسرعة كبيرة تنهبان الأرض نهبا، ذاهبتان إلى حيث لا أحد يعلم.

 لا... بل أعلم، يبدو أنني مشوشة قليلا، نعم ...فما حدث لم يكن متوقعا، وهل كان من الممكن أن اتوقع هذا؟ كيف استطاعت؟ ألا تعلم أنه ما زال هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن نفعلها معا! ما زال هناك حب وبر ووفاء، ألم تقل لي في اللحظات التي كان يهدأ فيها ألم الطلق أنها لن تحزنني أبدا؟ لماذا أحزنتني وتخلت عن كل ذلك قبل أن تتمه؟ هل أغضبها أنني منعته من الدخول عليها وهي باكية بسببه، هل ما زالت مقتنعة أنني أكرهه؟ وكيف أكرهه وهو من اختاره قلبها؟ اعترف أنني كنت اعامله ببعض جفاء، ولكن يشفع لي أنني وقفت في صفهما عندما وقف أهلها جميعهم ضدهما! كيف لم تفهم أنني ما أردت إلا تهدئتها ثم اتركه يعود إليها من جديد ليتخيرا معا اسم مولودهما؟ لماذا لم تصبر؟ كنت سأدعوه ثانية فيجلسان معا ويتسامران كما كانا يفعلان قبل ما حدث بدقائق قليلة... آه ياربي، لماذا تعاركا في هذه اللحظة؟. 

انتفضت السيارة بشدة لمرورها فوق مطب اصطناعي قاس فانتفض جميع من فيها، تشبثت يد الجالسة بجوارها بذراعها مؤازرة لها للتخفيف من قسوة الرجة، لم يبد عليها انها تهتم بما يجري حولها أو تشعر به، أخذت تعد على أصابعها محركة شفتيها بدون صوت( أحد .. إثنين.. ثلاثاء .. أربعاء .. خميس... خمسة أيام فقط، مازال حليب السرسوب يملأ ثدييها، لِمَ لم تستجب لكلامي و تتغذى جيدا حتى ينزل اللبن المغذي للصغير؟! كان دائم البكاء طوال الليال الأربع الماضية، لم يشبع قط، لم تستطع النوم طيلة هذه الليالي بسبب بكائه المستمر، لو أنها استمعت إلي؟ 

انتبهت فجأة كأنها تذكرت شيئا، قالت محدثة ابنتها الجالسة في الكرسي الخلفي ( هل وضعتي الطعام المطهو في الثلاجة؟ أخشى أن يفسد ولا أجد لاختك شيئا تأكله بعدما نعود، اختك نفساء ولابد أن تتغذى! ) أجابتها دموع صامتة، هي أيضا لم تنتظر جوابا، حدقت بناظريها في السيارة الأمامية، ثم عادت لعراكها مع ذاكرتها المشوشة.

ولكن .. أين نحن ذاهبون؟! قطبت جبينها لحظات عصرت فيها ذاكرتها

 يا الله تذكرت الآن... نعم.. نعم، نحن متجهون إلى قريتنا الصغيرة، فنحن لم نقض العيد هذا العام فيها، منعنا اقتراب موعد ولادة مريم، كانت قلقة جدا _ هكذا هي البكرية دائما_ لا تعرف شيئا عن آلام الطلق ولا كيف تتعامل مع المولود، لذلك كان لابد أن تكون تحت إشرافي سبعة أيام على الأقل، ألست انا من ولدتها وولدت بعدها خمسا، خبرتي كبيرة بعدد سنوات عمرها القصير، ثلاثة وعشرين عاما، صغيرة انت يا كبيرتي، كنت أضحك منك عندما كانت تفزعك حركات جنينك المفاجئة في بطنك، اسمعوا اسمعوا.. سأضحككم .. في المرة الأولى التي رفسها فيها ذلك الشقي بقدمه الصغير كانت راقدة بجواري على السرير، كنت مصابة يومها بدور برد شديد أرقدني خمسة أيام، تركتْ بيتها و زوجها و جاءت لتمرّضني فيها وتقوم على حاجة أبيها وإخوتها_ حنونة هي دائما _هبّت جالسة فجأة وهي تصرخ " شيء يجري في بطني، خذوه عني ..خذوه عني.." أخذت تقفز بعصبية محاولة القيام لتهرب خارج الحجرة ظانة أنها إذا جرت تركته عندي، انكسر السرير تحتنا من فرط حركتها المذعورة، وأنا لا أدري ماذا أفعل أأبكي من شدة ألمي أم أضحك من شدة جنونها؟.

انفرج فمها عن ابتسامة حزينة بينما ترقرقت من عينيها الذاهلتين دمعتان، ربتت يد الجالسة بجوارها على يدها المرتعشة، أخرجتها تلك اللمسة من أفكارها، السيارة تنهب الأرض والجميع واجمون، لا يقطع صمتهم إلا أزيز الموتور المتحشرج ألما لألمهم، السيارة التي تحمل الجثمان أمامهم، مكتوب على زجاجها الخلفي ( إ س ع ا ف) تسير بلا اكتراث، تدهس إطاراتها القاسية قلوب الناظرين، زقزقة صغير قطعت السكون المخيم في السيارة، تلفتت حولها تنظر مكانه، تحولت الزقزقة إلى نهنهات ثم تعالى صراخه، ألْجَمَ الغضب لسانها، لا تدري لماذا غضبت ولكن شيئا يشتعل بداخلها، تمنت لو ان يضع أحد يده على فمه فيخرسه، تداخل صوت بكاء الصغير مع صوت مناجاة أمه لها لحظة أن هدأ الطلق، تحسست موضع شفتيها على يدها عندما لثمتها " سامحيني يا أمي، لم أكن أعلم أنك تألمت كل هذا الألم فيّ" ربتت بيدها الحنون على وجنتها الباردة، أمسكت المنشفة وجففت قطرات العرق المتلألئة على جبينها الشاحب، قالت بحنان" لذلك انتم غالين يا مريمتي" أعادت الجملة بصوت خافت سمعته الجالسة بجوارها، ضمتها إلى صدرها بعطف، قالت مغالبة البكاء" ألهمك الله الصبر وربط على قلبك"، لم تنزل هذه الكلمات على قلبها بردا وسلاما، بل لم تصل إلى اذنيها الغارقتين في صوت مريمتها المناجي لها في لحظات الطلق" أحبك يا أمي، سامحيني يا أمي"، قالت بصوت مرتعش" سامحتك يا مريم، سامحتك يا أول فرحي، وأول حزني"، هدأ صوت الصغير وهدأ الغضب المشتعل بين جنبيها، مدت يدها تحمله عن ابنتها الحائرة في تدثيره، احتضنته بعينيها الدامعتين، احكمت الغطاء على جسده الصغير، قالت بتلقائية: سأرضعك عندما نصل.

 شخصت ببصرها إلى الأمام، ارتسمت ابتسامة مذعنة على شفتيها المرتعشتين، وعيناها تطمئن وجها مضيئا كان حاضرا في الأفق واختفى.  

_____________________

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333797
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189640
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181322
4الكاتبمدونة زينب حمدي169718
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130944
6الكاتبمدونة مني امين116766
7الكاتبمدونة سمير حماد 107724
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97833
9الكاتبمدونة مني العقدة94955
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91595

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1020 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع