ثمل، تتعثر خطاه رغم محاولاته المستمرة أن يضبطها، يردد كلمتين يمطط حروفهما تمطيطا( أاااانااااا هاااااوييييييت) يفصلهما عن بعضهما فُوَاقُ يباغته رغما عنه. فتح الباب بعد محاولات عدة فاشلة، ألقى جسده المنهك على الكرسي الذي اعتاد الجلوس عليه، وضع الزجاجة التي لا زالت عالقة بيده المهتزة على طقطوقة صغيرة بجواره، تداخلت صور الإطارات الخشبية الملونة و المثبتة على الحائط أمامه والتي تحوي بداخلها صورا لنساء عاريات يقفن بوضعيات مختلفة، استغرق دقيقتين حتى اتضحت الصورة، ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه أخذت تتسع كلما انتقل بعينيه من صورة لأخرى، اختفت سريعا، تبدلت إلى نظرة غاضبة أفاقته عندما وقعت عينه على الإطار الأسود،
انسحاب الخدر من جسده أصابه بقشعريرة، ( ستأتين رغم أنفك) قال بحدة، أجابه صمت ساخر طرفت له عينه اليمنى بعصبية، مد يده والتقط الزجاجة، حاول فتحها، استعصت عليه، عافر معها، جرحت إصبعه، عينه تطرف والصمت يقتله، بكل ما بقي من قوته قذف الزجاجة في الجدار أمامه، استقرت للحظة بين الإطار الأسود الممتلئ بالفراغ، تناثرت شظاياها على الأرض، سال الخمر منها على الحائط راسما قبضة تتسرب من بينها خيوط لاذت بالفرار.